[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

سياسيون فاسدون بعقول قدت من نحاس وقصدير يرفضون الدولة المركزية!‏

في دار الرئاسة ومقرات الأحزاب السياسية يقدمون الدولة المركزية كمقابل للدولة الفدرالية ‏‏(الاتحادية). وهذه احدى الأكاذيب التي يرددها الرئيس هادي ومن لف لفه من الاصلاحيين ‏والمؤتمريين والناصريين.‏

في اليمن الشمالي حاز مطلب الدولة المركزية تاييدا شعبيا كاسحا في مرحلة الرئيس ابراهيم ‏الحمدي الذي كان هدفه الأسمى هو الانتصار لكل المهمشين في اليمن بصرف النظر عن ‏اللون أو المذهب أو القبيلة أو المنطقة. أراد دولة المواطنة التي لا تقوم في بلد تتقاسمه مراكز ‏القوى والنفوذ في الجيش والأمن والخدمة المدنية. رفع ابراهيم الحمدي شعار الدولة المركزية ‏الذي كان يعني تحرير القرار من مراكز النفوذ وبسط سلطة الدولة بالعدل وانهاء تعدد ‏الرؤوس في أجهزة الدولة. في الأثناء اطلق نظام الحمدي العنان للمبادرات الشعبية عبر ‏الحركة التعاونية ولجان التصحيح المالي والإداري ورعاية الشباب والحركة الكشفية وإشراك ‏اليمنيين في المهجر (مغتربين) في خطط التنمية.‏

الدولة المركزية في السياق اليمني (الشمالي) هي الدولة التي تحتكم للقانون وتحتكر وسائل ‏الإكراه المادي وتقوض ركائز دويلات الامتيازات بدءا من العاصمة، وتحقق الذاتية الوطنية ‏لكل أبنائها فلا تمارس فئة من الشعب القهر والإكراه والتسلط باسم الوطنية.‏

‏***‏
في السنوات الأخيرة التي طفت فيها نخبة الخراب الوطني، صارت الدولة المركزية مرادفا ‏للدولة البسيطة، بينما صارت اللامركزية الادراية (لدى انصاف السياسيين وارباع المثقفين، ‏وأسداس "الناصريين") تعني الدولة الفدرالية (=الاتحادية).‏

‏***‏
الدولة المركزية هي النقيض لدويلات الأمر الواقع واقطاعيات مراكز القوى والنفوذ. (اقليم ‏‏21 مارس 2011 على سبيل المثال).‏
الدولة البسيطة هي شكل من أشكال الدول، ويقابلها الدولة المركبة (الفدرالية).‏
اللامركزية الإدارية والمالية يمكن تطبيقها في الدولة البسيطة وفي الدولة المركبة. وهي ‏القاعدة التي قامت عليها وثيقة العهد والاتفاق التي كانت سببا لاصطفاف واسع في صنعاء لشن ‏الحرب على الحزب الاشتراكي (والجنوب) قي صيف 1994.‏

اللامركزية السياسية تعني دولة فدرالية تنشأ - طبق التعريف المدرسي- من اتحاد عدة دول ‏في دولة جديدة مع احتفاظ كل دولة بكيانها السياسي الخاص.‏

في حالات نادرة يحدث أن تتغير طبيعة الدولة من بسيطة إلى مركبة، وذلك تمشيا مع ‏تطلعات لجزء من السكان (أو أجزاء) له خصوصيته القومية أو الدينية أو الثقافية. وتتم عملية ‏الانتقال هنا وفق آليات وتدابير سلسة ومحكمة التنظيم والتنفيذ وليس بقرار من عصابات ‏سياسية تنتحل زورا صفة التمثيل الشعبي، فتقرر في ظرف أيام صيغة جديدة لكيان الدولة.‏

‏***‏
في اليمن يدعم المجتمع الدولي (مجلس الأمن) رئيسا انتقاليا (مؤقتا) في مقامرته الخطيرة ‏للهروب من استحقاقات القضية الجنوبية (بما انه من أبطال حرب 94) ومترتبات حل مشكلة ‏صعدة، والتحايل على تطلعات الشعب اليمني في دولة مواطنة وسيادة قانون تبدأ من محيط دار ‏الرئاسة.‏

‏***‏
الرئيس هادي يقامر ببلده لتغطية عجزه في الوفاء بمسؤولياته كرئيس انتقالي انتخب لغرض ‏انجاز مهام محددة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.‏

يقامر بكيان بلده لكي يفلت رفقة حفنة سياسيين فاسدين في العاصمة بحوزتهم تقديرات ‏جزافية لاحتياطي النفط في حضرموت والجوف ومأرب وشبوة، وبيانات خام عن ثروات في ‏باطن الأرض وفي عقولهم التي قدت من "نحاس" و"قصدير" توفرت لهم من مسح لليمن قام ‏به قمر اصطناعي استأجره الرئيس الاستراتيجي الهمام هادي بـ5 مليون دولار.‏

تلك مقامرته الكبرى (والوحيدة من نكد الدنيا) رغم أن اليمنيين العاديين الذين انتخبوه ‏يرتقبون منذ سنتين قرارات تروي ضمأهم إلى دولة تنتصر لهم ورئيس يؤيدونه بحرارة.‏

اليمنيون محكومون بالانتظار فرئيسهم المؤقت المشغول برحلاته الفضائية و"الموفنبيكية" ‏‏(ومشاريعه الاستراتيجية التي لم يكلف بها من أحد)، لا يقامر من اجلهم أبدا. بل يكرس دولة ‏الامتيازات والغلبة باسم الفدرالية واللامركزية وتحت راية "رفض الدولة المركزية"!‏

زر الذهاب إلى الأعلى