من الغباء المحض أن يورط الحوثي جماعته في صدام مع الدولة والمجتمع على هذا النحو اللامعقول . يغامر بالانكشاف أكثر باعتباره صاحب ايديولوجيا متقوقعة على خطابها ، تضع اليمن كلها في كفة ، وتضع نفسها في كفة مقابلة .
جميع اليمنيين المعولين على الديمقراطية رفضوا مبدأ الخلافة العقيم مابالكم بمبدأ الولاية الضارب في تخلفه وعدم استيعابه لكل التحولات التي حصلت في العقل السياسي العربي .
تذكيراً نحن في الـ2014 حيث لامنجاة للشعوب المعاصرة سوى في المدنية والمواطنة والوعي السياسي البرامجي لا وعي الاستغلال السياسي للدين .
لكن الحوثي يستحضر بدأب عجيب رؤى الحكم الكالحة المثخنة بغبار التاريخ وبدائية التصورات السياسية المهلهلة التي لطالما تسببت في شروخ عارمة داخل المجتمعات الإسلامية وفجرت انهاراً عبثية من الدماء .
المشكلة الأكبر كيف تم قبول هذه الجماعة كطرف في مؤتمر الحوار قبل ان يشترط عليها تسليم الدبابات التي تملكها على الأقل ؟
لقد استخف الحوثي بكل الذين اعتبروه صاحب مظلمة فهل يعقل ان يكون ظالما ويفرض على الجهات التي يقوم بفتحها رؤيته الحاكمية النابعة من الولاية ، ولاية جماعة مميزة عن غيرها في الحكم تزعم نسبها للرسول فقط .
ان هذه الحروب ضد النسيج الوطني كما ضد المساواة والعدالة بمقابل انها مع فرض رؤية بائدة في الحكم رؤية عصبوية عنصرية تعيد اليمنيين إلى الدرك الأسفل من التخلف مثخنين بوباء الكهنوت تماماً .