[esi views ttl="1"]

القاعدة وأم كلثوم!‏

كُنّا في منتدى أم كلثوم قبل أيام. مجموعة ملائكة في صورة بشر يلتقون منذ سنوات طويلة ‏كي يستمعوا ويستمتعوا بغناء كوكب الشرق. وفي ذروة الطرب وكُنّا نستمع إلى الأطلال ‏اتصل بي أحدهم فجأةً متسائلاً باهتمام: أنت في أبين يا أستاذ؟ واستغربت من تساؤله.. وقبل أن ‏أجيبه أضاف بحرقة : ذهبت تتوسط لإيقاف الحرب؟ لو كنت أخذتني حتى مِرافق حماية يا ‏أستاذ.. حمااااية! ومَطَّ الكلمة الأخيرة وضغط على حروفها مؤكّدا كلامه.‏

وتحوّل استغرابي إلى ما يشبه الصدمة! ومرّةً أخرى لمْ يَدَعْ لي مجالاً للردِّ عندما سألني ‏مُحتدّاً : من شلّيت معك؟! ووجدتُ نفسي أقول له وبسرعة : أم كلثوم! – مَنْ؟ تساءلَ صاحبي ‏بصوتٍ ملدوغ حتى أضحكني.. أضفتُ: أم كلثوم وعبدالوهاب وفريد والحارثي في الطريق! –‏كيف كيف؟؟.. تسائلَ والقاتُ يمضغُ حروفَهُ وعقلَه!‏

قلتُ له : يا عزيزي أنا في صنعاء في منتدى أم كلثوم ولم أذهب أبداً إلى أي مكان منذ سنتين ‏على الأقل.‏
ارتفع صوته : علي البخيتي وعبدالرحمن العابد وأروى عثمان ووو..الخ ومواقع وصحف ‏يشنّون حملة عليك!. قلتُ: يا لأصدقائي الطيبين! وضحكتُ قبل أن يصرخ في الهاتف: أيّن ‏طيّبين يا أستاااذ! رُدَّ عليهم ، إنه مطبخ واحد.. قتلوا الجيش ويقتلونه كل يوم منذ عشر سنوات ‏بالتوازي مع القاعدة واليوم يظهرون بوجوه جديدة. أجبتُهُ : ولماذا أرد؟ هل أقول أنني كنتُ في ‏صحبة أم كلثوم وعبدالوهاب في أبين للوساطة! وارتفع صوتي بالضحك قبل أن أسمعَ صوته ‏حانقاً مُودِّعاً.‏

لكنني توقّفتُ عن الضحك.. وتساءلتُ من هم هؤلاء؟ ولماذا يَكْذِبُون؟ ومن وراءهم.. حتى ‏أنهم اخترعوا حكاية هيئة النصح أولاً ، ثم الوساطة في أبين ثانياً كذباً وزوراً!‏

يَكْذِبون ويَكْذِبون وسط هذا الظلام اللعين! هذا جوّهم! لكن الشعب يعرفهم والجيش يعرفهم! ‏حتى الأقنعة مهترئة والوجوه كالحةٌ ظاهرة!‏

زر الذهاب إلى الأعلى