[esi views ttl="1"]

اختطاف دول!!

لو نظرنا إلى الوضع العربي وما يجري فيه من أحداث لوجدنا أن هناك صياغة جديدة تجري في أركانه تتجه به نحو خريطة تعيد تركيبته الجغرافية والسكانية على أسس عرقية وطائفية، وتقسمه إلى مناطق نفوذ يسهل التعامل معها والسيطرة عليها.

هذا أمر واقع وليس مجرد خيال سياسي، فما يحدث في سورية والعراق وليبيا وأيضا اليمن يعطي مؤشرات أن هناك أمراً يحاك، وان الاتجاه إلى تقسيم تلك الدول هو أمر يتعدى كونه مجرد (أفكار سوداء) أو تشاؤم في غير محله، وإذا كان كذلك فما التفسير المنطقي لما يحدث؟

في بداية ما أطلق عليه (الربيع العربي) رأينا شعوباً ثارت على اوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية، وأزاحت من ظنت أنهم السبب الرئيسي فيما يحدث، معتقدة أنها ستبدأ مرحلة جديدة من الانفتاح السياسي والرخاء الاقتصادي والرفاه الاجتماعي، لكن أياً من ذلك لم يحدث حتى في الدول التي كانت اقل من غيرها عنفاً في التعامل مع تلك التغيرات، فلا الحرية السياسية جاءت، ولا الرخاء الاقتصادي كان، وحتى الرفاه الاجتماعي أصبح ضرباً من الخيال.

الدول التي غرقت في الدم أصبحت دول فوضى ضيعت ماضيها، وتجهل مستقبلها من اجل مصالح من اعتبروا انفسهم سياسيين، ونصّبوا انفسهم أوصياء على شعوب أرادت العيش الكريم ليس اكثر، وهذا ينطبق تحديداً على الحالتين السورية والعراقية، أما الحالة اليمنية فالوضع مختلف لأن الدولة تريد البناء وضعفها يقف عائقاً امامها، والارهاب كاد ان يعصف بها، وهناك محاولات من اجل التقسيم لم تنجح حتى الآن.

في ليبيا وبعد أربعة عقود من حكم القذافي وجد الشعب الليبي نفسه في دوامة السيطرة على الحكم من قبل الجماعات مختلفة التوجه دون أن ننسى تركيبة المجتمع الليبي القبلية والمناطقية التي تلقي بظلالها على المشهد برمته.

دول عربية اختطفتها الحرب الأهلية والجماعات المسلحة وأصبحت لا تدري ما سيكون اليوم، وماذا ستفعل غداً؟!

تلك أبرز الأمثلة على دول عربية هي قاب قوسين أو أدنى من التقسيم على أسس عرقية وطائفية وقبلية، تقسيم نتمنى ألا يحدث كونه لن يكون في إطار المصلحة القومية العربية بكل تأكيد بل سيكون وبالاً عليها، وشاقاً للصف العربي الذي دائما ما كنا نحلم بوحدته.

زر الذهاب إلى الأعلى