[esi views ttl="1"]
من الأرشيف

هذا هو حال الإصلاح والمؤتمر مع الحوثي وعبدربه (صورة وتعليق)

الصورة أدناة هي حال المؤتمر والإصلاح وهما يتقاتلان في مشنقة واحدة تُنصب لكليهما ويتلقى هذا ضربة وهذا ضربة ولكنهما لا يملكان إلا ان يجترا الصراعات السياسية والقِمر ولو أدى ذلك لضياع بلاد ومستقبل ملايين لا ذنب لهم.

يستمر المؤتمر عبر إعلامه أو عبر مواقفه السياسية في مكانين: الصامت المتفرج والدعم للحوثي إعلامياً على الأقل. بينما تذهب بلاد كان المؤتمريون يحكمونها ومهما كانت أخطاء الآخرين وحجم ما ساهموا فيه بهذا الخراب يبقى المؤتمر يتحمل نصيباً كبيراً من المسؤولية عن إدارة البلاد بطريقة أدت إلى ما هو اليوم.

الآن العسكر إصلاحيون إذا وقفوا في وجه الحوثي! وكأنهم لم يكونوا رجال الدولة ولم يحاربوا تحت إمرة الرئيس السابق؟ ثم إن انقسام 2011 لم يكن دافعه الانتماء السياسي المزعوم الآن بقدر ما كان التوريث وحقن الفتنة التي كان يبتلعها وطريقة إدارة حرب صعدة.. كل ذلك أدى لانقسام عسكري، وظل الجميع يتعامل بعقل وحكمة بحدود لم تنزلق معها البلاد.
منذ أكثر من عامين تسلم طرف ثالث والخارج إدارة اليمن وقام بضرب القوى السياسية بصراعاتها الطفولية فيما بينها كما قام بعمل منظم لهدم الدولة وتوشك صنعاء على الوصول إلى ما لا يحمد عقباه.

يفتح الرئيس الانتقالي ووزير دفاعه رشاشاته على المؤتمر وصالح ويتحول باتجاه الإصلاح والمحسوبين عليه وذلك بالتقوي بالخارج والجماعات المسلحة. ولكن الحقد الساكن في بطون الأحزاب والشخصيات السياسية يمنعها من أن ترى وتتصرف بحكمة ليس دفاعاً بحتاً عن البلاد بل عن نفسها أيضاً فالأكيد الواضح أن الجميع مستهدف في زاوية واحدة.

مشكلة اليمن الان أن السياسيين على رؤوس الأحزاب والقوى السياسية أصحاب إرث مواقف شخصية فيما بينهم تدفعهم للحقد الأحمق والأخرق وتعميهم عن التحديات والتهديدات التي تحيق بالبلاد.

إذا كان صالح يحمل ما يدفعه لللانتقام فقط، فأين هو دور أحمد علي الذي يدرك أنه وفقاً لتحديات اللحظة أصبحت المعادلة مختلفة وهو يدرك أو يفترض أن يدرك حجم التشجيع والدفع الخارجي للجماعة الطائفية بالاستفراد بصنعاء وما حولها.. بينما لديه فرصة حقيقية للمساهمة بإنقاذ بلد رفعهم وحكموا وفيه واكتوى جراء الانجرار وراء الفتن الدولية والأطماع والأحقاد الشخصية والغرور. وكذلك الآخرين..

في المقابل؛ من يحكم سوق الإصلاح؟ لا زال إعلامهم يغرد في الترويج للأوهام والتدخلات الدولية ويرتجي شفاءً من القاتل الأكبر ويهرب من الحر إلى النار، مع أن كل مؤشرات الواقع تقول إن التحديات اختلفت وإن هذا التمترس لن يخدم غير شيطان الفتنة وقوى الرجعية.
ليتحد العسكر على الأقل وتترك القوى السياسية المحملة بالآثام والمتمصلحين من الصراعات.

نحن أمام أكبر قوتين في البلاد تتضاربان في مشنقة واحدة بفعل الحقد والمواقف الشخصية، وليس بعيداً إن خصوم 2011 وحلفاء السلطة سابقاً، إذا لم يلتقوا وهم أحرار فقد يلتقون في زنزانة واحدة أو في المنافي لاحقاً. ولا زال الأمل بأن يتحرك العقلاء ويلهم الله هؤلاء أو كل من به خير أن يعمل على إيقاف هذا الدمار المهول الذي يعتاش على أحقاد وخلافات القوى الرئيسية في البلد.

الكاريكاتير للمبدع عماد حجاج من موقع "العربي الجديد"

https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/old/dir2/images2/2014/6/4/2/1403650536.jpg

زر الذهاب إلى الأعلى