[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

دعوا هادي يهدم على طريقته!

يُذكّرنَا إسكافيو الديمقراطية والشراكة السياسية وهم يمضغون الحديث حول إشراك الجميع في بناء الدولة بتجربة جحا المريرة في قصة بناء بيته المشهور والنهاية المضحكة المبكية لمشروعه الإنشائي الطريف.

تقول القصة إنّ جحا عليه السلام عندما بدأ بوضع الأسس الأولى لبيته بدأ أصدقاؤه وعامة الناس يترددون عليه ويبدون مقترحاتهم وملاحظاتهم حول شكل البيت وعدد الغرف ومساحة الفناء و بيت المؤنة وطول الممرات ومكان بيت الخلاء وارتفاع السقف ،، وكان كلّ واحد منهم يضع توصياته مصحوبة بجملة من التوبيخ الإستباقي لجحا إن هو خالف تلك التوصيات بل لقد ذهب بعضهم لحدّ أن أجرى تدخلاته المعمارية على البناء وقام بهدم بعض الأحجار في الجدران المبنية ووضع أخرى مكانها زاعماً أنها هي الأنسب.

ولأنّ جحا كان عصريّاً وديمقراطيا يؤمن بالشراكة في البناء والتنوّع كما كان ضعيف الإرادة لا يجسر على مخالفة آراء أصدقائه وأبناء بلدته فقد قبل كل مقترحاتهم وتعديلاتهم على تضاربها و نفذها بالكامل ، غبر أنه حينما فرع من البناء وفق تلك الطريقة وجده أقرب إلى أعجوبة منه إلى بيت فما كان منه إلا أن عمد إلى أكبر معول وقعت عليه يده وانهال على جوانب بيته هدماً وتكسيراً فاعترضه أصحاب مقترحات البناء وكانوا قد حضروا لإفتتاح انجازهم.

وبدأ كلٌّ منهم يعطيه رأيه ومقترحه عن كيفية الهدم و من أين يبدأ وكيف ينتهي ! فرفع جحا نظره إليهم ساخطاً وقال: "أرجوكم يا إخواني لقد سمعت لكم و بنيت البيت على طريقتكم فاتركوني أهدمه على طريقتي".

زر الذهاب إلى الأعلى