[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

سقطت عمران سياسيا قبل أن تسقط عسكريا

إن كانت مدينة عمران قد سقطت في أيدي الحوثيين، ومعها اللواء 310، فذلك لم يحدث الآن كنتيجة لما انتهت إليه المعارك، وإنما كان منذ اليوم الأول الذي فرض فيه الحوثيون حصارهم على المدينة، ليبدو ما يحدث في نظر الكثيرين بما فيهم قيادة الدولة أمرا مقبولا أو ملتبسا على أقل تقدير.

فقد كان الأمر واضحا منذ البداية، فالحوثيون الذين كانوا يحاصرون المدينة، كانوا قد أعدوا عدتهم العسكرية لإسقاطها، أو تسليمها لهم سياسيا، ما لم يكن واضحا فقط هو التقدير السياسي لما يحدث والموقف منه، والذي لم يرد أن يكون بذلك الوضوح.

لم يكن الحوثي يعوزه المنطق لما يفعله، فقد كانت قوته هي منطقه، وكانت حجج كالحرب على التكفيريين، ونصرة أهل عمران ضد نفوذ المشائخ من آل الأحمر وحلفائهم من عسكريين كعلي محسن وسياسيين كالإصلاح، أسباب كافية لتدخل عمران تحت نفوذه السياسي والعسكري. ساعده، أن هناك من رأى في هذه الحجج أمرا كافيا لكي لا يرى هو أيضا الصورة بوضوح، لا لأنها كانت مقنعة، وإنما لأنه لم يكن يرغب في ذلك، السيئ أن من هؤلاء كان قيادة الدولة وحتى الأطراف السياسية المحلية والإقليمية والدولية.

صحيح أن قيادة الدولة لم تعلن اللواء 310، لواء متمردا، إلا أنها لم تقل أن الحرب التي كان يخوضها إنها باسم الدولة ودفاعا عن سيادتها في عمران، على العكس من ذلك كان دور الوسيط الذي كانت تقوم به للتوصل لاتفاقات وقف الحرب، كان يظهرها كمن لا يعنيه الأمر، وأن المعركة بين أطراف سياسية وعسكرية تتصارع على النفوذ. كان هذا كافيا لتوفير الغطاء السياسي لمليشيات الحوثي، وكشفه عن اللواء 310 ومن يقاتل معه..

الجدل حول ما إذا كانت قيادة الدولة تقف سرا مع لواء القشيبي، أو هي متآمرة عليه، أي كان هو لن يغير من هذه الحقيقة شيئا، أن اللواء 310 كان يقاتل وحيدا وبدون غطاء سياسي من الدولة، فقد كان هذا هو الخطأ الإستراتيجي من وجهة نظري، ولآن الأمر كان كذلك، كان صمود اللواء ومعه المدينة مسألة وقت لا أكثر.

أي كان الأمر الآن.. سواء كان سقوط عمران هو سقوط لها من أيدي الدولة، أو من أيدي مراكز نفوذ، فالحقيقة هي أنها في قبضة الحوثي الآن، والذي أصبح أيضا قريبا جدا من العاصمة. فهل يكون ذلك نهاية الصراع؟!، أم هو بداية جديدة فقط؟!، هذا هو السؤال.

زر الذهاب إلى الأعلى