[esi views ttl="1"]

«كرامة» الذي لا يتكرّر مرتين

فقدنا صوتاً زاخراً بشغف البحر والوادي ، صوتاً وقوراً مباركاً وحنوناً ومحبوباً ، يتلفع بالحكايات . كبرنا واستمر صوت كرامة مرسال كفنان خصوصي بمثابة برواز لليمن ، تشهد بذلك أغانيه الوطنية . فيما استمر صوته مشدوداً بلا أدنى ارتخاء، ونقياً بلا أبسط شائبة رغم تجاوزه السبعين .

إنه في مصاف فنانينا الكبار العماليق الذين خلدوا في الذاكرة الوطنية جراء تميزهم الاستثنائي وبصمتهم المرتبطة بهم حتى أنهم شكلوا مدارس خاصة ، كمحمد جمعة خان وأبوبكر سالم وأيوب وفيصل والسمة ومحمد سعد وعطروش والآنسي والحارثي والمرشدي.. إلخ .

خمسة عقود من العطاء وتكريس المثابرة على الأصالة . خمسة عقود من الصوت الممتلئ والمشع والقوي الباعث على الرقة والشفافية والألفة .

خمسة عقود من السلطنة الفنية التي جعلت عديد أجيال تستأنس لشجنها الطربي الفاتن والحميم. وداعاً يا صاحب الحنجرة البارعة التي لايمكن تعويضها بسهولة، لأن كرامة مرسال لا يتكرر مرتين .

وداعاً يا ابن حضرموت المتفرد في الأداء والطابع والإحساس والحضور، ويا أيها المعلم الذي لايمكن مجاراته على الإطلاق ، لقد خسرتك الأوساط الخليجية واليمنية والعربية التي أدمنت أغانيك المنذورة للدان، أغانيك المرتبطة بمواجيد العشق كله والممتدة في عطايا المستقبل .

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى