[esi views ttl="1"]

اليمن ليس "جماعة"

سلوك الحوثيين في العاصمة المرتكز على اخضاع خصومهم بقوة السلاح وإهانتهم رئيس الدولة وكبار مساعديه، هو المحفز الأول للعصبيات الطائفية والمناطقية في اليمن، وهو المشجع الأول لشيوع ثقافة العنف وتفشي الميليشوية في مناطق أخرى خارج العاصمة.

يفتقر الحوثيون الحس الوطني السليم الآن، ويعدمون الحساسية اللازمة حيال مشاعر وهواجس ومخاوف مواطنيهم في مختلف انحاء اليمن، اليمن الكبير والعريق والثري بناسه وطبيعته وجغرافيته الاجتماعية والثقافية.

اليمن ليس جماعة.

الجماعة ليست الخيمة الوطنية.

استنقاذ اليمن يكون من العاصمة، عاصمة اليمنيين، بإنهاء الهيمنة الميليشوية عليها، بالسياسة وإن لزم الأمر بهبة شعبية في الشارع. عدا هذا ليس من حق الحوثيين لوم اليمنيين إن لجؤوا إلى اعمال القوة في مناطق اخرى فالحق في الإكراه والقهر يكون للدولة في ظل معايير وشروط لازمة ينظمها الدستور والقانون، والجماعة المتغلبة في العاصمة ليست هي الدولة لتحتكر لنفسها الحق في استخدام القوة.

اليمن أكبر من أن تستخلصة جماعة لنفسها باسم الله أو باسم الشراكة. وعلى الحوثيين النزول من عليائهم إلى الواقع قبل أن يمزقون اليمن من حيث يظنون أنهم يوحدونه على طريقتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى