[esi views ttl="1"]

عن العثرات والغيبوبات المعيقة

-1-
هناك عثرات وغيبوبات كبرى أعاقت الذات اليمنية الحضارية عن الإنبعاث والتجاوز والتحقق، ما يتطلب معها الوعي بالتاريخ للخروج من التيه بأبعاد وطنية عليا غايتها النهضة وتطوير الوعي الاجتماعي والسياسي والثقافي .

ذلك أن إستيعاب الذات اليمنية وترميمها بغية الحفاظ عليها يمثل اليوم طريق اليمنيين إلى مرآتهم الضائعة ، بينما استمرار تجريف واستلاب الذات اليمنية وتفريطنا بها هو العقاب الذي لم نخرج من مضماره الملعون بعد .. ثم إن هذه المعطيات برأيي صارت قضية مصيرية لحماية اليمنيين من القيم الدخيلة الخادعة التي تُُسيء إلى تجانسهم الوطني. ولعل الخلل البنيوي مبعثه المذهبيات والمناطقيات والأيديولوجيات بكل ماتنطوي عليه من الهويات الصغرى الذميمة التي تريد من الهوية الجامعة “ اليمن “ أن تستمر تابعة لها وليس العكس .فحين يكون اليمني أكبر من القبيلة والمذهب والحزب ستكون اليمن حاضنتنا الروحية والمادية الأصيلة ، كما حينها –وبلاشك-سيستقر وجداننا من اجل البناء لا الهدم ، والتسامح لا اللؤم، والاعتزاز باليمن لا النيل منها، في حين سيتحرر اليمني من الانفصام المضروب عليه بين القول والفعل والفكر والممارسة والتوق للمستقبل والانشداد للماضي .

فاليمنيون الموبوءون بالهويات ماقبل الوطنية هم من تسببوا في إذلال وإهانة وتصغير اليمن حسب أمزجتهم المأزومة ، بينما كل هذه التشوهات والمفاسد التي نشبت في وعي اليمنيين وتراكمت سببها الرئيس عدم تمسكهم باليمن كهوية ثابتة ومقدسة وسوية .

-2-
اليمنيون الذين لايتخيلون كينونتهم بدون مهيمنات الشيخ والسيد والمنطقة ، متى سيشعرون بأحاسيس المواطنة ؟!

-3-
“أيها اليمنيون النائمون في طريق سيل” طائفي متوحش، بمحض البلاهة أو بمحض اللامبالاة أو بمحض الانتقام ، لافرق : أفيقوا واعتصموا منه قبل أن يباغتكم ويجرفكم بجنون، وحينها لن تشعروا أو لن تصدقوا .!

-4-
حين تغيب احاسيس المواطنة يتلاشى الوعي بالدولة ، وحين يتلاشى الوعي بالدولة يتم عرض اليمن واليمنيين في المزاد باعتبارها صفقة، وباعتبارهم رقيقاً !

زر الذهاب إلى الأعلى