[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الحرب التي تنتصر على الجميع!

هل يمكن اعتبار اطلاق صاروخ سكود على ‏السعودية يوم امس نوعا من "تصفير العداد" في الحرب الخارجية التي انطلقت في 26 مارس الماضي؟

تبدو المفاجأة مزدوجة: بعد 72 يوم من الضربات الجوية التي استهدفت بالاساس تدمير الاسلحة البالستية التي استولى عليها الحوثيون نكتشف انهم لا زالوا يمتلكون صواريخ سكود ولا زالوا قادرين عى اطلاقها. وفي حين كانت الحرب السعودية "الخاطفة" تسعى للقضاء على القوة العسكرية للحوثيين-صالح ها هي المعركة تنتقل إلى الداخل السعودي.

ورغم ان كل الضربات التي يوجهها تحالف الحوثي-صالح للاراضي السعودية ضربات "رمزية" لا تشكل فارقا مهما على الصعيد العسكري، الا انها تشكل ضغطا مهما على المملكة الثرية الامنه التي دخلت الحرب بثقة مبالغ فيها في قوتها العسكرية.
ها هي اهداف عاصفة الحزم السعودية تتراجع بشكل كوميدي من "اعادة الشرعية والقضاء على القدرة العسكرية للميليشيات " إلى "حماية الحدود السعودية " ثم إلى حماية العمق السعودي بعد حادثة يوم امس.

ليست الصورة على الجانب الاخر اقل تعقيدا..
الطلعات الجوية في السبعين يوما الماضية وجهت ضربات مؤثرة للقوة العسكرية للحوثيين –صالح وحاصرت قدرتهم على الحركة. كما ان هناك حالة استنزاف و"تبذير" مهولة للمقاتلين قد تجعل قدرة الحوثيين-صالح على تجنيد المزيد صعبة جدا في المرحلة القادمة.
إلى جانب ذلك فشل تحالف #‏الحوثي_صالح في السيطرة الكاملة على اي مدينة من المدن اليمنية. ابتداء من البيضاء التي لا زالوا يخوضون فيها حربا عبثية منذ 8 اشهر دون نتيجة، وصولا إلى مارب والجوف ومدن الجنوب التي لا زالت معارك الكر والفر والاستنزاف جارية بين تحالف الحرب الداخلية وفصائل المقاومة الشعبية.

تنطلق كتائب الميليشيا الحوثية-الصالحية من مدينة إلى اخرى لتكتسح وتدمر لكنها لا تسيطر تماما ولا تفشل تماما. واذا سيطرت على مدينة أو مديرية فانها تسيطر عليها بعد ان تكون قد دمرتها واخلت سكانها ورفعت رايات انتصارها على اطلال الخراب.
وحتى بعد ذلك تعيد المقاومة تنظيم صفوفها واعادة جولة المواجهات من جديد.
وحتى في المدن التي لا تشهد مقاومة منظمة مثل الحديدة واب وصنعاء، يتعرض الحوثيون لعمليات فدائية فردية ستشكل عامل استنزاف كبير لقواتهم اذا انتظمت على نفس المنوال. وهذا يعني ان الحوثيين بداوا يقدون السيطرة تدريجيا حتى على المدن التي كانوا قد سيطروا عليها قبل الحرب.

وخلف هذا كله يشكل الفشل الواضح في ضمان الخدمات والامن ولامبالاة "سلطة الامر الواقع" بالوضع الانساني والاقتصادي والصحي المتدهور هزيمة واضحة للحوثيين-صالح في ادارة الحرب أو ادارة الدولة ناهيك عن مسؤوليتهم عن جر البلاد إلى حرب مدمرة سنحتاج عقودا لتجاوز اثارها خاصة وقد وصلنا خلال شهرين فقط إلى مليون نازح وعشرات الالاف اللاجئين والمغادرين للخارج.

صاروخ سكود اليتيم امس سينقل الحرب إلى مرحلة جديدة بعد ان افلتت خيوط الحرب من بين ايدي المتحاربين وصارت تقودهم في طريق مجهول لا احد يعرف نهايته. اما النتيجة الواضحة حتى لان فهي ان الجميع يخسرون الحرب، ولا شيء ينتصر الا منطق الحرب العبثي ذاته!

زر الذهاب إلى الأعلى