[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

ما الذي يجري في اليمن .. وما هي محصلة الحوار واغتيالات الضباط؟

ما يحدث في اليمن من اغتيالات وهدم منظم للدولة له علاقة بأطراف دولية ومخابرات دول عظمى تعمل بتنسيق مع أطراف محلية. ولذلك لا يستطيع الامن اليمني فضح الفاعل ولو ببنت شفة ولو كان الفاعل محلياً فقط لتحركت ضده الدولة ومعها الجميع.. بل إن المتهم الجاهز هو القاعدة، كل حادث حدث أو لم يحدث، يتم اتهام القاعدة.. وكأن العالم خالٍ من السلاح، بحيث تُسجل جميع الجرائم ضد متهم واحد، وتتزامن عمليات الاغتيال مع الغارات بلا طيار.. حتى يتم تعزيز التهمة باتجاه القاعدة. والأخيرة على الأرجح تعمل لخدمة أطراف، لا تعلم عنها،.. ولكن المحصلة، هو ضعف الجيش اليمني والأمن ، وتوسع التدخلات الخارجية والميليشيات الحوثية والانفصال.

والمحصلة النهائية، هي فرض واقع يقبل فيه اليمنيون بما تطرحه تلك الجهات.. سواء، تمزيق أو دولة قوى بدلاً عن قوة دولة... بعد ان يتم تصفية وتركيع وتخدير القوى والكوادر الحية.

**
كيف يزعم الخارج أنه مع أمن واستقرار اليمن وهو يدعم الحوثيين سياسياً كحركة مسلحة تنخر في جسد الدولة وتقتطع أجزاء منها ويسكت عن توسعها كأنه أعمى.. كيف يزعم أنه مع يمن موحد وقوي، وهو يدعم الأطراف التي تهين الدولة، وتدين الوحدة. وكيف يزعمون أنهم مع جيش قوي وأمن قوي، وهم قادة مرحلة تحول هذه الأجهزة إلى ما يشبه جيش تابع للأمم المتحدة..

تسير الأمور حتى اللحظة، لصالح الحوثي والحراك الانفصالي، وإذا فرضنا براءة الخارج المسؤول عن إدارة الأطراف المتناقضة في المرحلة الانتقالية، فإننا أغبياء، لأن هذا الخارج أعطى الحوثي والحراك والأطراف الموالية لهما تمثيلاً كبيراً في مؤتمر الحوار، وشرعية لما يقومون به.. فهاهم شرعيون بحماية الدولة يرفعون شعارتهم المعادية للجمهورية والوحدة والشعب اليمني..

في حين تم إدخال الإصلاح والسلفيين كقوى تمثل الأغلبية الشعبية ولا ترفض مبادئ وثوابت الثورة والجمهورية، بتمثيل أقل من 10% وقد يصل عدد من يمثلون الشعب في مؤتمر الحوار إلى 15%..

**
الحوار هو الآلية العملية لمصادرة ثورة شعب، فبدلاً عن أن تقرر هي مصير البلاد، تم جعل مصير البلاد في يد مؤتمر الحوار، وتم تحويل الثورة بكل ما تمثله من حدث، إلى طرف من الأطراف، بحيث أعطيت مقاعد باسم "الشباب"، تم اختيارهم عن طريق الشللية وتوصية أجهزة المخابرات الأجنبية وبعض مراكز القوى المحلية، مع احترامنا لبعضهم.. ماذا يفيد الشعب أن تضع 80 مقعداً للشباب المستقل، بحيث تتوجه أكثر من نصفها لتدعيم رأي الحركات والتنظيمات الانفصالية.. بينما لو اعطيت هذه النسبة لتنظيم وطني كالإصلاح، فإنه يستطيع استخدامها لتعزيز رؤية تدافع عن المصلحة العامة. لا مصالح الطوائف والنعرات. وهذا من وجهة نظري كمستقل.

كيف يسمون الحوار "وطني" وهو يتم تحت إشراف وتدبير وتخطيط الأمم المتحدة وأجهزة مخابرات دولية.. في حين تم إقصاء عدد من السفراء، ولم تعد كلمة "العشرة" دقيقة، لأن الذي يسيّر أمور المرحلة الانتقالية هم معددون والبقية شهود زور.

**
الرئيس هادي يشبه جهة مستقلة، أو وطنية غير قادرة على تنفيذ توجهاتها، فتتخذ قرارها طبقاً لتوصيات بعض الجهات الخارجية وترشيح بعض الجهات المحلية.. وبالتالي قد تكون الأمور تسير بعكس ما يريد، والحل الوحيد هو أن تقوى الأطراف الوطنية وترفع صوتها عالياً بما يرجح كفة الوطن التي قد يكون هادي معها... فكما تم تحويل الثورة إلى لا شيء، وتم تدجين الإصلاح بأقل من 10% بالمائة، كأبرز الأطراف الفاعلة في الثورة، سوف تستمر اللعبة.. وبعد ذلك ما لم يصحُ كل صوت وطني ينظر للوطن كتلة واحدة وقضية واحدة ومصير واحد..

المحصلة النهائية للحوار (كما يريدون) هي تقسيم اليمن إلى أقاليم، وكل إقليم هو نواة دولة على أسس جهوية وطائفية وماضوية تلغي الهوية اليمنية وتستسلم للمناطقية والعصبية والقروية.. والمحصلة النهائية لما يجري من اعمال اغتيال لضباط القوات المسلحة والأمن هو إضعاف الدولة في مقابل تقوية الجماعات المسلحة.. وبدلاً عن دولة قوية وقوة دولة، يكون هناك دول قوى متصارعة تتفق في انها تخضع للخارج ولا عزاء للوطن..

زر الذهاب إلى الأعلى