أعرب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، عن قلقه العميق إزاء حالة الأمن الغذائي المتردية في مدينة تعز، جنوب اليمن. وقال البرنامج، في بيان، إن عدم إمكانية إيصال فرق الإغاثة الإنسانية إلى المدينة أدى إلى ترك عشرات الآلاف من الأشخاص بدون مساعدات غذائية لأكثر من شهر.
وقال مهند هادي، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا الشرقية ووسط آسيا: "نحن ندعو إلى إتاحة إمكانية الوصول الآمن والفوري إلى مدينة تعز لمنع وقوع مأساة إنسانية، فنفاد المواد الغذائية يهدد حياة الآلاف من الأشخاص، بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن".
وأضاف: "هؤلاء الناس يعانون بالفعل من الجوع الشديد، وإذا استمر هذا الوضع، فإن الضرر الناجم عن الجوع لن يمكن تداركه".
وصنّف تقرير صدر في شهر يونيو/تموز محافظة تعز وتسع محافظات أخرى من محافظات اليمن الـ22 بأنها تواجه انعدام الأمن الغذائي على مستوى "حالة الطوارئ"، وهو تصنيف يسبق "المجاعة" بدرجة واحدة في مقياس دولي يتضمن 5 درجات.
وجاء في التقرير: "كان لتدهور الوضع الأمني الأخير في تعز تأثير كبير على توافر الطعام والوقود وأيضاً على الأسعار.
ووفق تقرير حالة السوق في اليمن، الذي أعده برنامج الأغذية العالمي للنصف الأول من شهر أكتوبر/تشرين الأول، فإن المواد الغذائية الأساسية والوقود كانت شحيحة في المحافظات التي شهدت تصعيداً في القتال في الأسابيع الأخيرة".
وكشف التقرير أن تعز كانت الأكثر تضرراً من ارتفاع سعر البنزين بنسبة 500% مقارنةً بأسعاره قبل الأزمة، كما تضاعف سعر دقيق القمح. وتعاني مدينة تعز، منذ شهرين، من حصار مطبق فرضه الحوثيون على منافذ المدينة التي تخضع لسيطرتهم، فيما تدخل المواجهات المسلحة الشهر السابع بدون توقف.
ويواجه نحو 2.2 مليون مواطن في محافظة تعز (جنوب اليمن) أوضاعاً إنسانية واقتصادية صعبة، جراء الحرب التي تشنها جماعة الحوثي على المدينة منذ ما يزيد على 6 أشهر، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية وانعدمت المشتقات النفطية والغاز، في ظل الحصار الذي تفرضه الجماعة على تدفق الوقود والسلع.
ويعاني 7.6 ملايين شخص في اليمن من انعدام الأمن الغذائي الشديد، وهو مستوى من العوز يتطلب مساعدات غذائية خارجية عاجلة، بحسب برنامج الأغذية العالمي.