[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

المؤرخ جعفر السقاف يتحدث لنشوان نيوز عن سيئون في اليمن المشطر ثم الموحد

بمناسبة تدشين تريم عاصمة الثقافة الإسلامية التقى "نشوان نيوز" بالمؤرخ اليمني جعفر محمد السقاف الشخصية المعروفة في مدينة سيئون جنوبي شرق اليمن وقد تحدث عن تجربته الشخصية والوضع الثقافي والسياسي لذلك الجزء من الوطن في الحوار التالي:

نشوان نيوز:أستاذ/ جعفر.. في مجال التراث كيف تقيم اهتمام الدولة بهذا الجانب المهم؟

جعفر محمد السقاف:في الوقت الحالي الحمد لله وبعد الوحدة اليمنية المباركة وجدنا هناك اهتمام بالتراث أكثر من ذي قبل، أيام الحكم الشمولي كانوا لا يهتمون بالتراث، ولما جاءت الوحدة اليمنية كان هناك اهتمام بالتراث، واهتمام بالمخطوطات، فأنا تعينت في المخطوطات وعملت مع الأستاذ الكبير وأستاذي/ علي سالم بكير في مكتبة الأحقاف، كما أننا سافرنا مع الأستاذ/ علي بكير إلى العراق وسافر هو إلى الهند، كل هذا من شأن الاهتمام بالتراث، وشكلت مكتبة الأحقاف في تريم، كل المكتبات جمعت (المخطوطات) فكان الأستاذ/ علي سالم بكير مديراً لهذه المكتبة وأنا مشرف مخطوطات على مستوى الجمهورية اليمنية تلك الفترة، فعملنا فهارس للمخطوطات وغيره، وسرنا نجلب المخطوطات من الخارج وأيضا نحقق مخطوطات من الخارج، ولله الحمد، برزت كثير من المخطوطات، بعد مكتبة تريم للمخطوطات جاء نحن الآن مركز النور في دار المصطفى بتريم، عنده اهتمام أيضا بالمخطوطات.

نشوان نيوز:هل لديك مؤلفات تنوي إصدارها في القريب العاجل؟

جعفر محمد السقاف: نعم.. قدمت لتريم عاصمة الثقافة الإسلامية خمسة من كتبي إلى وزارة الثقافة لتطبعها.. كتابي الأول بعنوان (الوثائق اليمنية) عبارة عن وثائق يمنية قديمة في كل الموضوعات: السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية وحتى الزراعية، وهذا شاركت به في مؤتمر عقد في طرابلس بليبيا، هذا المؤتمر عنوانه (مؤتمر الوثائق الدولية) انتدبتني الدولة وذهبت إلى ليبيا ثم عملت هذا الكتاب وقدمته للطباعة.

الكتاب الثاني لما كنت في المحاكم الشرعية كنت مشرفاً على كل الوثائق، والآن استجدت أمور جديدة، فالمصطلحات القديمة للوثائق الشرعية الآن بعد الوحدة اليمنية لم تعد تستعمل هذه مثل الحدود والمواقع الزراعية وأسماء النخيل فكتبت (معجم مصطلحات الوثائق الشرعية بوادي حضرموت) قدمته للوزارة وإن شاء الله يطبعوه.

وهناك كتاب آخر قدمته عنوانه (مع المخطوطات الحضرمية) تسليط أضواء على بعض المخطوطات النادرة للحضارم.

مقالات نشرتها في صحف قديمة والآن جمعتها وقدمتها لوزارة الثقافة من أجل يطبعوها مثل كتاب اسمه (تفصيق العسل) فهو عن العسل حوالي ستين اسم للعسل. إضافة إلى العادات والأشعار الشعبية، نماذج من الشعراء القداماء، وكتاب آخر عن (رحلة الربع الخالي) هذا طبع ويباع.

نشوان نيوز:عاصرت كثير من المراحل في عهد الدولة القعيطية والكثيرية والعهد البريطاني والشمولي.. ما هي أبرز المحطات بشكل مختصر استوقفتك؟

جعفر محمد السقاف: بالنسبة للدولة القعيطية فترة السلطان العلامة الكبير صالح بن غالب القعيطي، وهو علامة كبير أكثر من أنه سلطان وهو متعلم، وأنشأ مكتبة شعبية بالمكلا وله مؤلفات ومصادر الأحكام الشرعية ثلاثة مجلدات في الفقه الإسلامي، فمجالسه كلها مجالس علم كأنها أيام هارون الرشيد تتخلل هذه المجالس الأغاني والموسيقى تشدو في مجلسه، فجانب العلم بناحية والأغاني بناحية، فأنا شبهت السلطان القعيطي كأنه هارون الرشيد بالنسبة لنا في حضرموت، فهو مهتم ببلده، فالمدارس الحديثة ونظم القضاء، فكان القضاء عبارة عن ابتدائي فشكّل ابتدائي واستئناف.

وبالنسبة للدولة الكثيرية عايشت السلطان علي بن منصور الكثيري وأخوه السلطان جعفر بن منصور الكثيري، أما السلطان علي بن منصور الكثيري فكان قمة في السياسة، حيث قضى على الفساد الذي كانوا يعملونه الموالي والعبيد، واستتب الأمن في سيئون، وكان السلطان علي بن منصور يخرج بنفسه بالليل يتحسس البيوت، شي لصوص، أو ناس يشربون الخمر، أو يرقصون، توفي سنة 1357 ه، بعده تولى أخوه السلطان جعفر بن منصور، وواصل الحكم ولكنه اهتم بمجالس العلم وكان يحضر مجالس العلم، في مدرس في مسجد طه كان يحضره، مدرس علمي في الرياض يوم الاثنين يحضره، مدرس علمي يوم الخميس في الحبيب علي، تعتبر هذه مجالس علمية، وكان يوقض أولاده لصلاة الفجر وينزلهم من القصر، فكان رجل متدين ولهذا قيل: (إذا صلح الراعي صلحت الرعية).

نشوان نيوز:أعلنت تريم عاصمة للثقافة الإسلامية ودشنت بشكل رسمي في بداية شهر مارس.. من وجهة نظرك ما هي ابرز الأشياء التي ترى أنه يجب الاهتمام بها وإبراز الجانب الثقافي والموروثي لمدينة تريم بشكل خاص والوادي بشكل عام خاصة وأنه ستحضر وفود خارجية وسيكون اهتمام كبير بهذا الحدث؟

جعفر محمد السقاف: ينبغي الاهتمام بهذه المناسبة في أن يكون مبدأنا أولا التسامح.. كذلك نوجد مساحات فيما بيننا ونبرز كل ما اتفقنا عليه سواء من الناحية المذهبية أو الدينية، فنحن بحاجة إلى جمع الشمل، ونستغل الإيجابيات ونترك السلبيات، لأن البلاد العربية والإسلامية مستهدفة الآن فلا ينبغي أن يكون بينهم الخلاف، وكما تعرف العولمة والماسونية من وراء الصفوف تبث أيضا وما إلى ذلك.

نشوان نيوز:عملت منذ وقت مبكر في المجال الإعلامي والصحفي.. ما هي أبرز الأعمال والجهات التي عملت معها؟

جعفر محمد السقاف: عملت مراسل لإذاعة عدن لمدة عشر سنوات، فأرسل نشرة أسبوعية عن أخبار البلاد، كما أرسل أهم الاحاديث الثقافية وتنشرها إذاعة عدن.. إضافة إلى ذلك فأنا مراسل للصحف أيضا في عدن: صحيفة البعث، صحيفة الجزيرة، صحيفة المكلا، صحيفة الراية، صحيفة الطليعة.. وأرسل لهم الأخبار، فكنا نرسل الأخبار بدقة، من بين الأخبار التي أرسلتها في ذلك الوقت عندما حصل كسوف للشمس ومعروف أن كسوف الشمس لا يكون إلا في تاريخ معين وكسوف القمر لا يكون إلا في تاريخ معين، فحصل في سنة 1365ه أنها انخسفت ولكن يوم 17 في الشهر وهذا لا يحصل، هذا دليل على الرؤية غلط، فنشرت هذا الخبر في الجريدة ومتى انكسفت فهي ما تنكسف إلا 14 أو 15، وهذا دليل على عدم دقة الرؤية، الشيخ البيحاني هناك اطلع على الخبر هذا وقال لي أحسنت يا أستاذ جعفر.

وكنت مراسل رسمي لإذاعة عدن ومراسل ل (بي بي سي) فبيني وبينهم مكاتبات.

نشوان نيوز:(بي بي سي) كيف كنت تراسلهم؟

جعفر محمد السقاف: بالبريد أيضا وكان يجيبوا علي، عندهم (لجنة المستمعين) يكتبون لي كيف درجة الاستماع عندكم وما هي المواضيع المشوقة التي تريدونها ويعملون مسابقات، فعندي ملفات تحمل مراسلاتي مع (بي بي سي) ومراسلاتي مع إذاعة عدن.

نشوان نيوز:أستاذ/ جعفر.. وادي حضرموت طبعا يزخر بموروث شعبي وتراثي كبير.. كيف ترى الاهتمام بهذا الموروث؟

جعفر محمد السقاف: أنا رأيت الاهتمام ينبغي إن يتطور وينبغي إن ينشط أكثر، لأننا الآن رأينا مستجدات عن العولمة الجديدة نخشى أنهم يطمسون حضرموت علينا، لأن العولمة خطر علينا، من بين ذلك الآن حتى البنايات القديمة أنا في رأيي أن المساجد القديمة عندما يأتي مشروع نحن نريد هذا مسجد نهدمه ونريد بديله هذا ليس صحيح، المسجد يتوسع ولكن يبقى بنايته لأنها ستبقى مئات السنين، كذلك السقايات، فكانت كثير ة، كلها هدمت بينما هي في الأصل تراث، وهي عبارة عن صهريج يبرد فيه الماء وصهريج للحيوانات حتى تشرب منه... فأنا أوصي بالحفاظ على هويتنا الحضرمية وعاداتنا وتقاليدنا.. وإضافة إلى ذلك البناية الإسمنتية خطر علينا، الآن دراسات في الخارج وجدوا أن المادة الطينية صحية أفضل من المادة الإسمنتية، لأن المادة الإسمنتية تخزن حرارة أكثر، والطين لا يخزن حرارة، فهو مادة عازلة، تعزل البرودة شتاء وتعزل الحرارة صيفا، والتقارير الدولية حتى الآن يأتون إلى عندنا فيقولون لنا احذروا من ترك البناية الطينية فهذه بناية صحية، إنما أنتم طوروها لأن البناية الطينية تتأثر بمياه الأمطار فاطلوها بالنورة، هذا عندكم موجود من أجل أن تبقى مدة أكثر.

نشوان نيوز:ما هي أبرز الجوائز التي حصلت عليها أو الاوسمة؟

جعفر محمد السقاف: الجوائز التي حصلت عليها كثيرة منها: جائزة من وزارة الثقافة في صنعاء، وشهادة من اتحاد الأدباء عام 2005م، ثم مركز الدراسات اليمنية رئيسها الدكتور/ عبدالعزيز المقالح، مركز بن عبيداللاه أعطانا شهادة، فمعي حوالي (15) شهادة، لكن الحقيقة أنا ما أعول كثيراً على الشهادات، فأنا اشعر أن خدمة الوطن واجب علي حتى بدون شهادات لأن حب الأوطان من الإيمان.. والحمد لله أننا بقينا في بلدنا هنا نخدم بلدنا ويأتون الناس إلى عندنا نساعد الذي يريد نسب والذي يريد التاريخ والذي يريد العادات والتقاليد.. هذه نعمة من الله سبحانه وتعالى.

نشوان نيوز:كلمة أخيرة توجها في ختام هذا اللقاء؟

جعفر محمد السقاف: كلمة أخيرة أنا أوجهها على إن نعيش الآن في حالة من القلق ونخشى من ما يحصل في المستقبل وما إلى ذلك.. فانا أرجوا إن تبذل جهود على إن نحن نكون مؤمنين بالله سبحانه وتع إلى وأن الله سبحانه وتع إلى هو مصرف الأمور وهو خالق كل شيء وهو على كل شيء قدير... نزيد إيماننا بالله، ثقتنا بالله سبحانه وتع إلى ورجع إلى الله بقراءة القرآن واتباع القرآن وما جاء في القرآن والسنة النبوية لأجل يزيد إيماننا ونترك هذا القلق وما إلى ذلك.. نرجو من الله سبحانه وتع إلى إن يعطينا إيمانا صادقا وقلبا خاشعا ويقينا تاما يا رب العالمين.

زر الذهاب إلى الأعلى