[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

خذلوه.. ودمروا الحالمة..!!

إذا لم ينجح شوقي هائل كمحافظ لتعز لن ينجح مع تعز محافظ آخر.. قلتها في عمودي اليومي في صحيفة الجمهورية أيام كانت تصدر من الحالمة.
وتجمّلت من نفسي عندما قالها شوقي بعظمة لسانه بنبرة تحذير صادقة لمعرقلي توجهاته: سيتخلى عنكم الجميع.. وهذا ما حدث ويحدث الآن.
· لقد أفشلوا محافظاً هو في الأصل ابن امبراطورية اقتصادية قامت على الإدارة العلمية والعمل المؤسسي المنظم وعدم الاعتراف بالعشوائية والعبط في الإدارة وفي الاقتصاد.
· خذله المحسوبون على السياسة والفكر والثقافة.. أحبطوه لصالح الأحزاب والمشيخات وخذلوا تعز ليرضوا النزعات الفردية والجهوية الأنانية ليجد نفسه مضطراً لترك الجمل بما حمل.
· كانوا يعرفون أن ابن امبراطورية الاقتصاد لم يقبل بدور المحافظ طمعاً في وجاهه أو في مال وأنه نظيف اليد ولا يحتاج للتكسب من وظيفة " محافظ " بل ومستعد لأن يدعم من فائض أموال المجموعة لكنهم خذلوه وهم يعرقلون أفكاره.. خذلوه وهم ينتصرون لمنطق الكراهية.. خذلوا تعز وهم يظهرون جهلاً في فهم الحقيقة القائلة: كلما كانت البلد أقل فوضى سهل عليها أن تتطور.
· قالها لهم أكثر من مرة بأن تأمين النمو والتطور يحتاج إلى أرضية من الاستقرار.. وأن القضايا تواجه بالحوار وبالنقاش البناء وليس بإثارة الصراع وفتح نوافذ وأبواب البيت التعزي أمام مخاطر الأرض والسماء.. وأقصد هنا أنه كان بالإمكان أفضل مما يكون الآن.
· لطالما حذر العقلاء والغيورون وفي مقدمتهم شوقي هائل من مخاطر جر عاصمة الثقافة إلى شرانق التحريض وأجواء الصراع لتسهيل مهمة السعي لتنفيذ رؤية لتنمية تعز وتطوير مهمة دفع المساعدات ذات الطابع الإغاثي إلى خلق المزيد من فرص العمل الحقيقية والحد من البطالة ولكن هيهات.
· لقد نُكبت تعز الثقافة كغيرها بالانشغال عن النقاش البناء والنقد الموضوعي بالمتاجرة السياسية وتوقيع اتفاقيات الشراكة مع الفشل وتوتير الأجواء على حساب أحلام تعز حتى أنها صارت ضحية حماقات كل الأغبياء.
· واليوم.. ها نحن نطل على ما سبق وحذر منه كل عاقل.. فها هي تعز بمحافظين اثنين يحوطهما الفشل مع تحول هذه المحافظة الحالمة إلى بؤرة استنزاف لأطراف الصراع، فيما ينزف أبناء تعز وينزحون وتدمر منازلهم وينتزع من تعز الحلم ليطغى على سمائها مصداقية تحذير ابن المحافظة وهو يكرر القول: سيتخلى عنكم الجميع.
· اللهم احفظ تعز.. واحفظ اليمن وأهله.

زر الذهاب إلى الأعلى