[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
اهتمامات

الولايات المتحدة والدول الأوروبية.. استعمار ليبيا!

تستمر الحرب الأهلية الليبية التي أطلقتها دول الناتو وحلفاؤها أكثر من 6 سنوات. وخلال هذا الوقت تحولت الدولة النامية والمستقرة إلى الأراضي التي مزقتها الاشتباكات بين الفصائل المتطرفة بما في ذلك تنظيم داعش الإرهابي.

تجدر الإشارة إلى أن بدأت مكافحة الإرهاب بعد إجراءات حازمة وفعالة من قبل قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر الذي وحّد أشخاص يهتمون بمستقبل بلادهم. وبفضله تم تحرير بنغازي ثاني أكبر مدن في البلاد والمدينتين الساحليتين الاستراتيجيتين رأس لانوف والسدر. فإن هذه الإنجازات هي سبب قلق بين زعماء الدول الغربية لأنه إذا حصل حفتر على السلطة فتفشل خططها إزاء ليبيا. فما هي هذه الخطط؟

نشرت وزارة الخارجية الأمريكية رسائل هيلاري كلينتون فقالت وزيرة الخارجية السابقة فيها إن الاحتياطات النفط الليبية اعتبرت سببا رئيسيا لتدخل إلى البلاد. وتخشى الغرب أنه يصبح معمر القذافي قائدا أفريقيا قويا فيمكن أن يعارض توسع الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. ومن الواضح أن واشنطن تعتزم على تعيين السياسي الموالي لها بدلا من القذافي ونهب موارد البلاد وتقديمها إلى شركات النفط والغاز الغربية.

وتتلخص المسألة ليس في النفط فقط. حسب الوثائق المنشورة امتلكت ليبيا احتياطات الذهب والفضة الضخمة في عام 2011. وتمكنت الحكومة الليبية من إنشاء العملة الافريقية الموحدة مقابل اليورو والدولار اعتمادا على هذه الموارد. ومن البديهي أن خطط القذافي تعارض مصالح القادة الأوروبيين ولا سيما فرنسا. وقالت مجلة "Vice" الأمريكية إن سياسة القذافي كانت أحد الأسباب التي دفعت الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي إلى مشاركة دولته في التدخل العسكري إلى ليبيا. ومن الجدير بالذكر أن تم فقدان الجزء الكبير من الذهب بلا آثار.

في الواقع قبل أحداث عام 2011 كانت علاقات بين معمر القذافي والزعماء الأوروبيين ممتازة. وتلقي ساركوزي أكثر من 50 مليون يورو من القذافي لتمويل حملته الرئاسية سنة 2007 وقد ساهمت هذه الأموال في انتصاره بالانتخابات. لكن لم يدفع الرئيس الفرنسي دينه. وكان أعلن رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني عن صداقته مع القذافي. وعدة أشهر قبل بداية "الثورة" دعا برلسكوني الزعيم الليبي إلى روما حيث احتفلا بالذكرى الرابعة لمعاهدة الصداقة والتعاون بين البلدين.

يصبح من الواضح أن قبل نهب ليبيا ودمارها حاول السياسيون الغربيون تخفيف اليقظة للزعيم الليبي لاقتراض الكثير من الأموال وبعد ذلك مهاجمة حليفها المطمئن بلا سداد ديونهم.

يشبه التدخل الغربي إلى ليبيا "الحملة الاستعمارية". نشبت أمريكا ودول أوروبا الحرب بالهدف منع ظهور الزعيم الإقليمي الجديد واستهلال الموارد الليبية. وأدت هذه الحرب إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين كما كان في العراق وكما يحدث الآن في سوريا.

في الوقت الحاضر يتهم السياسيون بعضهم البعض. على سبيل المثال تنصلت هيلاري كلينتون من المسؤولية عن الفوضى في ليبيا وموت السفير وموظفي السفارة الأمريكية في بنغازي في سبتمبر 2012. وخلال المناقشات الرئاسية في عام 2016 أعلنت وزيرة الخارجية السابقة أن قرار حول بدء الحملة العسكرية يتخذه رئيس الدولة مشيرا إلى أنها مسؤولة عن الجزء الاستطلاعي فقط. من جهته قال سيلفيو برلوسكوني في عام 2013 إن ساركوزي أعتبر صاحب المبادرة حول التدخل إلى ليبيا وأراد رئيس الوزراء الإيطالي السابق استقالة بعد الغزو.

وتؤكد هذه المعلومات مرة أخرى أن الخطة الأصلية للدول الغربية فشلت وأعتبر غزو ليبيا أحد أكبر الأخطاء في تأريخ حلف الناتو. لكن على الرغم من هذا الفشل لا يزال الغرب ينتظر اللحظة الملائمة لتدمير هذا البلاد تماما واستيلاء على مواردها المتوفرة.

زر الذهاب إلى الأعلى