[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

بين ابداع الطالب وجمود المعلم

نشرت الأخت دلال العنقري التربوية القديرة منشورا يحوي قصة طريفة ولكنها لمست وترا حساسا لدي لأني تعرضت اثناء دراستي لمواقف شبيهة ولم أجد معلما كالمعلم الذي ذكرت في القصة، القصة تقول: -

"" القصة حدثت أثناء فترة الامتحانات لأحد معلمي اللغة العربية واسمه بشير

فبعد انتهاء مادة البلاغة قام الأستاذ بشير بتصحيح أوراق الاجابة وكعادته ما أن يمسك الورقة

حتى يبدأ بتصحيح إجابة السؤال الأول ومن ثم السؤال الثاني وهكذا..

وفي بعض الأحيان يلاحظ أن بعض الطلاب يترك سؤالاً أو سؤالين بدون إجابة...

وهو أمر معتاد إلا أن ما أثار استغرابه ودهشته ورقة إجابة أحد الطلاب تركها خالية…!؟

لم يجب فيها على أي سؤال ووضع بدل الإجابة القصيدة التالية التي نظمها خلال فترة الامتحان

أبشير قل لي ما العمل..

واليأس قد غلب الأمل

قيل امتحان بلاغة..

فحسبته حان الأجل

وفزعت من صوت المراقب..

إن تنحنح أو سعل

وأخذ يجول بين صفوفنا..

ويصول صولات البطل..

أبشير مهلاً يا أخي..

ما كل مسألة تحل..

فمن البلاغة نافع..

ومن البلاغة ما قتل...

قد كنت أبلد طالب..

وأنا وربي لم أزل..

فإذا أتتك إجابتي..

فيها السؤال بدون حل

دعها وصحح غيرها..

والصفر ضعه على عجل....!!!!

فما كان من الأستاذ بشير سوى إعطائه درجة النجاح في مادة البلاغة...

لأن الهدف الذي يسعى لتحقيقه من خلال تدريسه لمادة البلاغة متوفر في هذا الطالب

الذي استطاع نظم هذه القصيدة الطريفة والبديعة

القصة واقعية وقد حصلت بالسودان...!! ““(انتهى المنشور)

هذه اعادتني إلى أيام دراستي’ واذكر بوضوح ان الكثير من المعلمين كانوا يتضايقون منى بل ويوبخوني أحيانا, وكثير ما تعرضت للضرب لأن لي طريقتي في الفهم وطريقتي في التعبير, كانوا يريدون طريقة معينة ولكني كنت لا اقبل اتباع طريقتهم بل أحاول إيجاد طريقي وطريقتي.

اذكر في مادة الإنشاء باللغة الإنجليزية طلب منا المعلم كتابة موضوع عن حوادث السيارات, فكتبت (عندما تقبل سيارة سيارة أخرى –a car kiss a car) حينها جعلني سخرية الفصل وشطب الجملة وانقصني درجة الاختبار. وبعد فترة وجدت هذا التعبير شائع في المنشورات بل وأصبح تعبير قبلة الصدام _ Bumper Kiss) وغيرها كثير. فلم يتسع صدر معلمي لتعبير لم يسمعه, وكنت انا اخترعته في ذلك والوقت, فكيف يخترع تلميذ له تعبيرا لا يعرفه.

الثانية كنت دائما في مادة الرياضيات وخصوصا الجبر أحل المسائل بطريقة تختلف عن الطريقة التي شرحها المدرس وكانت علامة السؤال تخصم عليّ ولهذا درست في القسم الادبي وابتعدت عن العلمي الا اني ما زلت اهوى علوم الرياضة والهندسة واطلع على الحديث منها.

وحادثة أخرى حدثت لم اكن طرفا بها ولكن تدخلت بها, كنت أيام البعثة الدراسية احصل على الصحف العربية من السفارات العربية, وفي احد الايام حصلت على صحيفة مصرية, اظنها " الأهرام" نشر فيها غضب طلاب الهندسة على دكتور سألهم سؤال غريب, هذا السؤال يقول:-

في المثل الشعبي " ضرب الحبيب زي اكل الزبيب" وضح المنطق الرياضي في هذا المثل, كان غضب الطلاب شديدا والمحرر كتب مقالا ناريا ينقد الدكتور.

كتبت ردا عليه, ان هذا الدكتور سابق لعصره لدينا, وانه قريب مما نتعلمه من جامعاتنا الأجنبية التي تربط العلم بالحياة اليومية, وتقرب للطالب الاستفادة الانية مما يتعلموه في الجامعة, وان هذا السؤال صحيح وحللته لهم, شاكر الأستاذ المصري الذي سبق مجتمعة ولكن المجتمع أبى اللحاق به.

الجواب هو: -

إذا استبدلنا كلمة " زي" بتساوي " (=)"

ضرب الحبيب = علاقة مع الحبيب

علاقة مع الحبيب = اسباع لذه

اكل الزبيب = اشباع لذه

اذن

ضرب الحبيب = اكل الزبيب

يجب ان نعلم ان تطور المجتمعات لا يتحقق الا بتطور المعلم, ويجب تشجيع المعلم بالخروج خارج الصندوق, والتفكير خارج المألوف, ونجعلهم وحضهم ونحثهم على السماح للطلاب بالتفكير خارج الصندوق وخارج المألوف وان لا نضع قيودا على فكرهم.

إذا فعلنا هذا انطلق التعليم وانطلق المعلم وانطلق الطالب, حينها سنطلق الطالب قائد المستقبل وسنضمن مكانة لمجتمعاتنا في قائمة التور الإنساني

فبالخيال ينمو العلم، وبالخيال ينمو المجتمع

 

زر الذهاب إلى الأعلى