[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

حضرموت المحرومة

اطلعت كغير على المذكرة التي رفعتها الكتلة البرلمانية الحضرمية والموجهة لزملائهم رؤساء الكتل في البرلمان اليمني يشرحون فيها بأدب جم وفي سطرين ما تعرضت له حضرموت خلال تاريخها المعاصر من الظلم والحرمان ومن التهميش والاقصاء على الرغم من أن حضرموت تمثل ثلث المساحة الجغرافية للجمهورية اليمنية إضافة إلى انها ترفد الميزانية العامة للدولة بما يقارب الـ75% وأن لها امتداد بشري وجغرافي واسع ولديها موروث انساني مادي وفكري وسطي متميز ولديها كفاءات علمية وسياسية واقتصادية مؤهلة.

واختتموا المذكرة بالمطالبة بأن يكون لحضرموت ما يناسبها في رئاسة المجلس النيابي وكذلك اللجان المتخصصة وفي الختام أشاروا في حالة عدم تحقيق هذا المطلب فان من حقهم ان يتخذون ما يرونه مناسبا.

كلام جميل ومطلب حق ونشره إعلاميا يلفت انتباه صناع القرار في القيادة اليمنية بأن لحضرموت حقوقا ينبغي مراعاتها وهم يعلمون أن زملائهم في الكتل الأخرى ينازعون هم الاخرين في محاولات الاستحواذ على المجلس ولجانه ولذلك في ظني واعتقادي ان هذه المذكرة كان ينبغي ان تقدم مباشرة لفخامة رئيس الجمهورية ولنائبه في المقام الأول وكذلك رئيس الوزراء.

وحتى يكون لها قوتها كان ينبغي اشراك كافة القوى الفاعلة في المجتمع الحضرمي لدعمها ولرفع الصوت عاليا بها فالقضية لن تكون في رئاسة المجلس لحضرمي فقد اعطي لبعض أبناء حضرموت ما هو اكبر من ذلك ولكن للأسف لم يحصل أي تمكين فعلي لهم في تلك المناصب اما زهدا أو عدم رغبة أو ضعفا أو عدم قدرة ولهذه الأسباب لم يتحقق لحضرموت شي يذكر لا على مستوى المشاريع لحضرموت ولا على مستوى التمكين لأبنائها في مفاصل الدولة المختلفة،

ومعروف للقاصي والداني مدى الاستخفاف بحضرموت وأهلها وتاريخها منذ نصف قرن مضى لدرجة انها صنفت المحافظة الخامسة هل السبب في ذلك ان فئة مغامرة من أبنائها هم من أسقط حضرموت وسلموا امرها للجبهة القومية حتى قبل ان تسلمهم بريطانيا عدن ومحمياتها الغربية بثلاثة اشهر فكان الجزاء ان جعلوا من حضرموت حقل تجارب لقوانينهم الكارثية التي سنوها فيما بعد وادخلوا البلاد بها إلى دهاليز مظلمة حالكة السواد لم ير فيها المواطن ملامح النور الا بعد وحدة 22مايو 1990 على الرغم من العلات المصاحبة لها.

اين كان أبناء حضرموت وبالذات الذين كانوا في اعلى هرم السلطة ومن جاءت بهم الاقدار من غير تخطيط مسبق بعد احداث يناير1986م وأين كانت حضرموت في حساباتهم الظاهرة والباطنة؟!

بل سلموها لقمة سائغة لمن عبث بها وبتاريخها وبحقوقها وحقوق أبنائها بل وبتراخي ورضى من الكثيرين من النخب السياسية والفكرية والاجتماعية وذلك مقابل قليل من الفتات قبل به هذا أو ذاك.

ولو ألقينا نظرة سريعة على الاحداث الماضية وتحديدا في العقد الماضي من عمل وحراك ونضالي حقوقي وما صاحبه من مؤتمرات ومهرجانات وفعاليات فلننظر إلى تلك الصورة القريبة من كان يتصدر منصات تلك الاحتفالات من اين هم ومن اين أتوا؟

وفي المقابل لنفس الغرض أقيمت مهرجانات مماثلة في مناطق مختلفة ولم نكن نر أبناء حضرموت الا في الصفوف الخلفية فلم يؤثرهم الاخرين على المقدمة.

وحتى في قيادات الأحزاب نادرا ما نجد لأبناء حضرموت تواجدا قويا وفاعلا، وإذا نظرنا إلى الحكومة الحالية لم نجد سوى وزيرين حضرميين ومنصب نائب رئيس الوزراء الذي هو اقرب لكونه منصب شرفي في حين ان احدى المحافظات التي لا تقارن بحضرموت لديها 7وزراء في هذه الحكومة ناهيك عن النواب والوكلاء والسفراء وغيرهم وهذا ينسحب على أمور عديدة منها الخدمات العامة والمشاريع والمنح الدراسية والوظائف الحكومية.

الحديث عن هذا يطول بما لا تحتمله مساحة العمود ولهذا اكرر على الكتلة البرلمانية الحضرمية ان تفعل هذا الموقف مع كافة مكونات حضرموت السياسية والاجتماعية والفكرية لمحاولة الحصول ولو على القيل مما تستحقه حضرموت.

خاتمة شعرية:

للشاعر الحضرمي حسين المحضار رحمه الله

بشيش على ام اللبن ومنيحة الأطفال

تحملت شيء فوق طاقتها من الأثقال

سقطت وعزّوها الرجال
ومكانها تضلع تداركها بكية من مكاويك
على حسب وصف الناس قالوا تسبق الخيال

وتعقّب الراكب ولا يتعب بها جمال

لكن أولاد الحلال

طلعوا بها برع ويبغوها مطية للصعاليك

ما با يخطمها علي ما دمت حي دلال

مابا سمع فيها كلام الخصم والعذال

با حط وبا شد الرحال
حين القمر يطلع بها بسري وساعة يصرخ الديك

زر الذهاب إلى الأعلى