[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

هل كورونا سلاح الحرب العالمية الثالثة؟ 3

صلاح المختار يكتب: هل كورونا سلاح الحرب العالمية الثالثة؟ 3


5-5 :ما دلالات وصول الاقتصاد الأمريكي إلى حافة الانهيار الشامل طبقا للاحصاءات المذكورة ؟ انه يؤكد بأن الاقتصاد الأمريكي في حالة ازمة بنيوية متجذرة والازمة الاقتصادية مجرد عرض خارجي لها وككل ازمة بنيوية من المستحيل حلها بصوره جذرية وايقاف تداعياتها التهديمية الا بتغيير نوعي وهو تغيير علاقات الانتاج الفردية بجعلها ملكية عامة تناسب حالة قوة الانتاج الجماعية اي اختيار الاشتراكية فيحل التناقض العضوي بين قوى الانتاج ووسائل الانتاج ويتحرر الانتاج من العوائق وينطلق محملا بأهداف اخرى مختلفة وهي خدمة عامة الناس وليس تحقيق الارباح لفئة قليلة جدا.

لكن هذا الحل يعني نهاية الراسمالية وهذا مستحيل من وجهة نظرها، وبما ان ازمة الراسمالية هي ازمه شيخوخة لا يمكن عكسها باعادتها للشباب، فان حل ازمتها مستحيل ضمن قوانينها الخاصة وللتحايل على الازمة لجات إلى الحلول المؤقتة واهمها وضع الجسد المحتضر في غرفة انعاش هي كل موارد العالم التي يمكن السيطرة عليها، وذلك يشبه شراء غني كلية من فقير لان كليتيه اعطبتا، فتخيلوا ماذا يفعل اذا منعه احدهم من حصوله على كلية؟

النهب وهو مصدر تغذية غرفة الانعاش يؤدي حتما إلى أحتدام الصراعات الدولية فمن جهة اولى تزداد الراسمالية اعتمادا على المتاجرة بالدولار وتتراجع انتاجيا فتتجه للحل التكنولوجي لتعطيل مفاعيل الازمة باستغلال التكنولوجيا الحديثة بصورة مكثفة للتعويض فتجمع لديها العقول البشريه من كل العالم بحكم قدرتها على طبع الدولار بلا مقابل ذهبي للعمل فيها واستغلالها لتعطيل مفاعيل الشيخوخة وتحقيق الارباح، فراينا في السيليكون فالي وهو جوهرة التقدم التكنولوجي الأمريكي اكثر من 85% من غير الأمريكيين اي ان أمريكا تسرق العقول من الدول الفقيرة وتوظفها لتعويض عجوزاتها البشرية المؤهلة أو لتقليص الانفاق على عملية تأهيل مواطنيها تكنولوجيا، والاعتماد على العقول المسروقة من العالم الثالث الذي صرف ماله لاعدادها وتلك عملية تزيد تخلف العالم الثالث وفقره ،ومع ذلك فان هذا حل فقاعي.

5-6:الا ان الصدمة المزلزلة لأمريكا رغم انها توقعتها مبكرا كانت ضرب املها بالتفوق بواسطة المعلوماتية بنهضة الصين معلوماتيا بحيوية واقترابها من التفوق على أمريكا ، كما ان روسيا تفوقت على أمريكا في المجال الذي كانت أمريكا تبتز به العالم وهو التفوق العسكري فبرز السلاح الروسي متفوقا على الأمريكي، وتلك كانت ضربة موجعة لأمريكا عندما نجمعها مع ضربة الصين نرى ان خيارات أمريكا للبقاء في قمة العالم ضاقت جدا.

5-7:الكابوس الاكثر رعبا لأمريكا هو انها تدرك بيقين ان نظاما عالميا متعدد الاقطاب، وليس نظام القطبين كما يتوقع البعض لان روسيا ثالثتهما، يقترب بسرعة وستكون للصين فيه الارجحية وستجد أمريكا نفسها اسيرة لازمات اشد وتدهور اسرع فتقترب الفقاعة من الانفجار وتسجل نهايه ليس الراسمالية الأمريكية فقط بل نهاية أمريكا بالذات بصفتها دولة مصطنعة لا توجد فيها اللحمه الاساسية لبقائها وهي اللحمة الوطنية، هل تتذكرون تضخم ازمة الفقاعة في عام 2007 و2008 عندما طالبت ولاية كاليفورنيا بالاستقلال عن أمريكا وتبعتها عشرة ولايات هي الغنية والتي تتحمل تكاليف الولايات الفقيرة ؟

كانت تلك المطالبات جرس انذار باقتراب تفكك أمريكا، والان وقد بدت ازمة تلك الفترة مجرد فقاعة صغيرة مقارنة بحجم الفقاعة الذي تضاعف الان نرى أمريكا في حالة شلل شبه كامل امام كورونا وهو موت حقيقي دفعها إلى تنفيذ شعار (علي وعلى اعدائي) و(اما قاتل أو مقتول) اي الانتقال بعمليات انتحارية إلى تغيير معطيات العالم كله،بكافة الطرق الطبيعية وغير الطبيعية لاجل ان يبقى الجسد الميت معبودا في هيكل جديد هو نظام عالمي مسيطر عليه تكنولوجيا وبدكتاتورية شمولية لم يسبق لها مثيل تتحكم حتى بداخل الانسان ،وتعتقد ان ما لديها من مال وجيوش واعلام متفوق كاف للاطاحة بالصين وروسيا بحروب متعددة الاشكال،وهو ما تعرفه الصين وروسيا جيدا لذلك استعدتا لايام سود تعدها أمريكا لهما وبدأت لعبة من يسبق الاخر في توجيه الضربة القاضية، فتبرعمت اغصان شجرة الكارثة العالمية الحالية.

6-ثمة عوامل عمقت الخلل البنيوي للراسمالية الأمريكية ابرزها ما يلي:

6-1:بعكس السائد فأن الحرب العالميه الثالثة تدور منذ عقود وابتدأتها أمريكا عمليا في نهاية السبعينيات بالغاء اتفاقية بريتون وودز وكان بمثابة حرب على كل العالم من خلال شراء كل شيء بدولارات بلا رصيد وهو ابتزاز واضح للعالم كله ،ولكنها حرب تميزت بأنها ليست حربا كلاسيكية كالحربين العالميتين الاولى والثانية بل كانت حربا تجمع بين القبضة المخملية والقسوة المفرطة وكانت مقسطة وغير مستمرة في ساحة واحدة أو باسلوب واحد،فهي حرب اقتصادية ومخابراتية وتكنولوجية ونفسية واعلامية وبايولوجية وعسكرية موضعية وبالنيابة، وكانت موجهة في ان واحد ضد الصين والاتحاد السوفيتي لانهما كانا التهديد الرئيس لأمريكا، وضد حركات التحرر الوطني والانظمة التقدمية التي هدد استقلالها الاقتصادي ونهوضها بأنفراط مسبحة المنظومة الامبريالية، ولكن دائرة الحرب اتسعت واتخذت شكل حرب تجارية مع اليابان والمانيا في الثمانينات ثم النمور الاسيويه في التسعينات ووصلت الحرب ذروتها وغيرت ادواتها في العقد الثاني من القرن الجديد بجعل الصين وروسيا هما العدو الاخطر عليها.

6-2: دارت وتدور الحرب العالمية الثالثة بصورتها الكلاسيكية في مناطق عديدة مثل فيتنام وجنوب شرق اسيا وافغانستان والعراق ويوغسلافيا،كما وسعت نطاق الحرب المقسطة المتعددة الاشكال فاشعلت الحروب الاهلية في العالم الثالث ونشرت عمدا الاوبئه ولوثت البيئة، وعمقت حروب تهديم ثقافات الامم الاخرى ومحاولات الغاء هوياتها الوطنية كي تصبح على شاكلة أمريكا بلا هوية ولا ثقافة ولا لحمة وطنية،وهو ما سيعجل بتفكك الشعوب الاخرى من الداخل وهو الهدف الأمريكي المساعد على احتواءها أو اخضاعها.

6-3: كانت الحرب البيولوجية فرعا صغيرا من الحرب الشاملة منذ الثمانينات استخدمت فيها الفايروسات ولم يكن صدفة ظهور فايروس الايدز  HIV في نهاية السبعينات اي بعد الغاء اتفاقية بريتون وودز مباشرة،ووضع أمريكا في غرفة انعاش، بتضخم الفقاعة الأمريكية وزيادة العجوزات بمتواليات هندسيه اخذت أمريكا تزيد اسهام الحرب البايولوجية في الحرب العالمية الثالثة فظهرت فايروسات ايبولا وانفلاونزا الخنازير وجنون البقر وانفلاونزا الطيور ومنها كورونا بكافة اشكالها،وهي مصنعة وسوف نقدم الادلة على ذلك،وكانت كلها قاتلة ولكن بتقسيط الموت وجعله يشمل بضعة الالاف في فترات متباعدة وليس الملايين ولا في وقت واحد لاجل منع اكتشاف انها حرب عالمية حقيقية ولضمان السيطرة على الاوبئة المستخدمة فيها. لكن عندما تجمع عدد ضحايا الحروب والاوبئة وتلوث البيئة وزيادة الفقر تجد ان ضحاياها بالملايين ووصل عددهم إلى اكثر من 40 مليون انسان قتلتهم أمريكا في العالم.

ويكفي ان نذكّر بان من قتل من الافارقة زاد على خمسة ملايين وان العراق فقد اكثر من ستة ملايين عراقي منذ عام 1980 ولوثت أمريكا بيئته بصورة خطيرة ومتعمدة باليورانيوم المنضب وسيستمر تأثيره لعدة قرون ، والقيت الفايروسات والبكتيريا من الجو على مزارع النخيل وغيرها فلم يبق من النخيل الاثلثها وتلاشت قدرة الزراعة على اعاشة العراق بعد ان كان مكتفيا ذاتيا ناهيك عن التدمير المبرمج للصناعة ! ارقام الضحايا قسطت لاخفاء وجود حرب عالمية تدور في كل العالم .

6-4:لماذا اختارت أمريكا جعل الحرب البايولوجية هي الطاغية في الحرب العالمية الثالثة؟الجواب: اولا هشاشة القاعدة الاقتصادية لأمريكا رغم انها غنية لانها تعتمد الفقاعة سندا لها ،مقارنة بأقتصاد الصين القوي وروسيا الناهض،وثانيا التفوق الروسي والصيني عسكريا على أمريكا خصوصا في سلاح الصواريخ الستراتيجية،

وثالثا، وهذا هو الاهم، الجندي الروسي والصيني لديهما هوية وطنية راسخة لذلك فمعنوياتهما قوية بعكس الأمريكي الهش المعنويات لانه بلا هوية وطنية رغم ان الهوية الوطنية هي اهم شروط النصر في حرب بين اطراف متقاربة القوة، وتلك حقيقة اثبتتها حرب فيتنام وغزو العراق حيث انكشف الضعف الشديد للمعنويات الأمريكية ( عقدة فيتنام وعقدة العراق) فالأمريكي ليس ابن امة بل ابن هجرة وهجرته دافعها هو العثور على فرصة حياة رغيدة وهادئة وليس مواجهة الموت .ورابعا الحرب النووية لن يكون فيها منتصر ابدا فالكرة الارضية كلها ستدمر والنخبة الرأسمالية وان بدت متوحشة الا انها جبانة عندما يحضر موتها.

6-5:كانت أمريكا تزداد توسيعا لنطاق الحرب البايولوجية كلما تعمقت ازمتها البنيوية،وكل هذه الفايروسات كانت معدلة جينيا في أمريكا لاجل الحاق الضرر بالشعوب الملونة (السمر والصفر والسود) وهو ما سنوضحه،وكان اخطر تهديد لأمريكا اجبرها على استخدام الحرب البايولوجية هو ان الصين اخذت تزيج أمريكا عن قمة المعلوماتية، وهي سلاح الرأسمالية الاخير لتبقى مسيطرة،وكان الجيل الخامس 5 Gلشبكات الانترنيت هو الانذار الاخطر لأمريكا بأن الصين ستسيطر على العالم.
وهكذا لم يعد بوسعها ألانتظار فحولت الحرب البايولوجية من فرع صغير في الحرب العالمية إلى الاداة الرئيسه لها لانها الاقل تكلفة ماديا ولاتفرض عليها خوض حرب كلاسيكية محدودة لاعادة ترتيب العالم لان من المستحيل ان تبقى محدودة وكل طرف يدرك انه يخوض معركة وجوده وهو ما يبقي توازن القوى مستقرا على حالته ولايحقق هدف أمريكا وهو كبح تقدم الصين ، هنا نرى سبب ظهور فايروس كورونا كبطل للحرب العالمية في مرحلتها الحالية رغم كل تعقيدات واثار الفايروس والتي كما يبدو توسعت خارج نطاق المحسوب . يتبع.

عناوين ذات صلة:

 

زر الذهاب إلى الأعلى