[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
اهتمامات

بين القضية الأمريكية والقضية اليمنية

ثابت الأحمدي يكتب: بين القضية الأمريكية والقضية اليمنية


القضية الاجتماعية الأمريكية تشبه القضية اليمنية تماما.
هي مسألة ثقافة عنصرية استعلائية بالمقام الأول، لهم معها تاريخ وحروب وثورات.
صحيح أن القوانين الأمريكية ساوت بين الجميع، لكن مسألة استعلاء البيض على السود لا تزال ثقافة مجتمعية سائدة إلى اليوم في العمق الشعبي والاجتماعي إلا ما ندر؛ وبالتالي حين يحصل أدنى استفزاز من قبل أي أبيض تجاه أي أسود سرعان ما تثور ثائرة السود بصورة مبالغ فيها، يستحضرون فيها الماضي إلى جانب الحاضر، إضافة إلى مناصريهم من المثقفين والناشطين والحقوقيين البيض، فالذين ثأروا اليوم للمواطن الأسود الذي قتله الشرطي الأبيض هبوا للشوارع وفي أذهانهم تاريخ آبائهم وأجدادهم الذي توارثوه من قصص الأمهات والجدات، ومن الأفلام والوثائق، خرجوا مثقلين بإرث من "الحقد الطبقي" وفقا للمصطلح الماركسي، وبالتالي كان هذا العنف؛ لأنه ليس أسوأ من أن يتحول المظلوم إلى ظالم. وقصة المثل اليمني الشائع: "أنا خايف من قلبته" تختزل هذه الحقيقة كاملة..!
تخيلوا لو كان الذي حصل العكس، أي أن شرطيًا أسودَ خنق مواطنا أبيض، فلن يحدث شيءٌ مما حدث الآن أبدا، ولن تستثير غير المعنيين المباشرين بالقضية فقط.
ذات الشأن لدينا مع الإمامة تمااااااما، كان يجب على الشعب اليمني قاطبة وهو يرى قرون الحوثي تتبدى من كهف مران أن يخرج في هبة رجل واحد وأن يقضي على رؤوس الفتنة فورا، نظرا للمظالم الإمامية التاريخية بحق الشعب، إلا أن ذلك لم يكن بسبب تدني الوعي الشعبي اليمني، وبسبب عدم وجود قيادة ملهمة تقود "الجمهور". ولن نتحدث عن خيانة هذه القيادة أصلا..
السود في أمريكا لديهم وعي تاريخي بقضيتهم، ولديهم شعور بالمظلومية، فاندفعوا حفاظا على وجودهم التاريخي، وبذهنية انتقامية تعيد للمشهد عشرات الانتفاضات التي قام بها أجدادهم بالأمس.
وهكذا جهل المفكرون الاستراتيجيون هناك خطر مثل هذه البؤر المهمة فلم يحسموها، وكان بوسعهم أن يقضوا عليها خلال جيل واحد فقط.

عناوين ذات صلة:

الوسوم
زر الذهاب إلى الأعلى