[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

إعلان فصل عنصري

محمود ياسين يكتب تعليقاً على قرار الحوثيين بإقرار الخمس: إعلان فصل عنصري


إن صح أن الحوثيين أصدروا قانونا يحدد نصيب بني هاشم في الثروة أو الزكاة أو الضرائب أو أي نقود وإيرادات ، فهم حقا قد أفصحوا عن قلة عقل تاريخية أكثر منها سلالية أو عنجهية
كنت قد قررت تجنب أي إشارة لـ" نحن" و"هم" مدركا مخاطر أي فرز عرقي ولم يكن أحدنا وقد قرر هذا بصدد حماية نفسه ولكن حماية مجتمع بأسره واولهم حاملي اللقب وحماية الآخرين من تغول ضغينة الفرز هذا وماقد يترتب عليه من جنوح لعنف انتقائي عرقي لن نعود بعده نحن ، في حال حدث وقد تشفى قلوب ما وتبرد ضغينة وتنال أفئدة كفايتها من الثأر لكننا سنكون بعدها بلاقلب ونكون قد سقينا الفؤاد اليمني السم والاضطرام الذي لا يكتفي ولا سبيل لشفائه .

حق من تحددوا نصيب ؟ وبأي عقلية وبأي وعي وأي عاطفة ، هذا القانون إن صدر حقا فهو إعلان فصل عنصري واحتقار رسمي لشعب بأسره ، وماهو الفصل العنصري ونظام الفصل العنصري في تجارب الشعوب سوى قوانين امتيازات من هذا النوع ؟
وقبلها إفصاحات بغيضة بدت قابلة للمغالطة لأجل إبقاء الصراع على السلطة بين قوى يمنية وكأننا نجهد في حمايتهم من حماقتهم .
الثروة لكل يمني والسلطة لكل يمني ، ومن يمنح نفسه حقا حصريا في أي منهما ويعلنه رسميا سيكون بصدد العمل على حرمان كل من يحمل تعريفه الاجتماعي من أي حق في كليهما، وهو بهذه القوانين وإعلانات التمييز إنما ينقل الصراع للمستوى التالي ، المستوى الذي يمكن لأي دائرة استخبارات أجنبية تبنيه وتمويله وإعداد أدواته الجاهزة أصلا والمضطرمة بردة فعل من يتعرض لاحتقار ممنهج ، وتكون بعدها الفضائع .

هذه فكرة تدور في وعي مجموعة من نوع مفتي الديار ومن إليه ، مجموعة " حقنا رجع لنا " بدون مواربة وتغليف ويفصحون عنها بأكثر من طريقة وإن كانت قد اتخذت شكل جس النبض وإظهارها على سبيل التجريب ، وكأن الأولوية تخطت تقمص شخصية الدولة وصودرت لحساب رجاءات ورغبات أسرة ،
وإن كان هناك مقترحات واجتهادات من هذا القبيل أيام دولة الجميع فهي أقرب لمقترح إعانة لمواطن ، على ماتنطوي عليه من تمييز مرتجل لا يخلو من مخاطر ، لكن وأنت سلطة لا تمتلك الحق حتى في مناقشة الأمر إذ يأخذ شكل إعلان فصل عنصري يستمد قوته من الغلبة .
الأمر الذي يجعلنا حالة من اشمئزاز من تصادر منه كل حيثيات وجوده كمواطن وإنسان ، يضعون كل الذي تعلمته وآمنت به ودافعت عنه من قيم المساواة والكرامة موضع التجريب والمصادرة ، ويجردونك حتى من إمكانية أن تغالط نفسك.
بدائية وسذاجة وتهافت مجموعة تحول بين الجماعة وبين أبسط قواعد المكر السياسي ومن الوصول مع الآخرين لصيغة لائقة بالجميع .
كونوا انقلابا من هذه الانقلابات المتداولة في العالم على الأقل ، واعفونا من هذه السموم التي ستنتزع من الصراع كل قيمة وكل عقل وبقية رحمة .

 

* من صفحة الكاتب

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى