[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

خذ من "أوساخهم" صدقة

سامي الأشول يكتب: خذ من "أوساخهم" صدقة


قد يكون العنوان مستفزا لبعض الناس، ولهم كل الحق في ذلك، فقد استفزني قبلهم. لكن هذا ما يؤمن به كثير من المسلمين ويمارسونه عن طيب خاطر عندما يتغافلون عن آيات الكتاب الحكيم ويقدمون عليه روايات آحاد ضربت حياتنا وأضرت بنا وبسمعة ديننا.

 

أتساءل كيف يمكن للنسب أن يكون ركيزة أساسية في صياغة الفقه على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي بل وحتى السياسي؟! وكيف للعقلاء والمثقفين أن يسمحوا للعقلية البدوية القبلية أن تسود وتستمر في عالم النانو تكنولوجي وعصر الفضاء والدولة الحديثة بحيث تتحكم بهم وبرزقهم وبكرامتهم؟

 

للنظر في قوله جل وعلا "إن أكرمكم عند الله اتقاكم" ونقارنها بتلك المقولة المنسوبة إلى رسول الله التي وردت في " صحيح مسلم" و "مسند أحمد" التي تقول: (إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس ، لا تحل لمحمد ولا لآل محمد). لو أسقطنا هذا "الحديث" على مفهوم الصدقات عموما لكان معناها ما يلي: أيها الفقير المحتاج خذ هذه أوساخي أرميها عليك وأتقرب بها إلى الله. وبالتأكيد على هذا المسكين أن يتقبل هذه الأوساخ دون اعتراض.

 

ولو أسقطنا هذا "الحديث" على آيات القرآن التي تحث على الصدقة لكان قوله تع إلى : (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا) يقصد بها خذ منهم أوساخهم! ولكان مقصده جل وعلا من قوله {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} أي حتى تنفقوا مما تتسخون منه!!

 

لا أنكر أن الهاشمي (السلالي) يتأذى من "الصدقات" أي من "الأوساخ" ليس لأنها أوساخ ولكن لأنها لا تلبي طموحه في نهب وسرقة أموال الناس، طبعا باسم الدين ورسوله الكريم. فتحريم الصدقات عليهم يفتح لهم بابا واسعا "ليغنموا" أضعافا مضاعفة مقارنة بما يمكن أن يجود به عليهم المتصدق.

إن فتح باب الخمس وفرضه على المجتمع المسلم يعتبر أكبر واطول عملية نصب واحتيال باسم الشرع والدين في تاريخ البشرية. ولكم تخيل كيف أن المذاهب الشيعية تعتبر الخُمس واجبا "لكل مال خالطه حرام"! يا سبحان الله، ألم يكن تحريم الصدقات عليهم لأنها أوساخ الناس؟ فكيف صار عرق العاهرات وأموال المخدرات حلالا؟ فقط لأن فيه الخُمس وأمواله كثيرة لا تنضب.

صار اعتناق الدين الإسلامي، وفقا لتأويلهم المغلوط، مرهونا باشتراك مالي باهظ لنصابين يدّعون قرابتهم من رسول الله. ومع ذلك يتفاخرون بعدم انتمائهم إلى الأرض التي احتضنتهم وآوتهم من تشردهم وفقرهم وجوعهم، بل ويطمسون معالمها وتاريخها.

انتماؤهم فقط للسلالة، والوطن عندهم هو المغنم، والوسيلة استعطاف البسطاء وإغراء أصحاب النفوذ والوجاهات، ومتى تمكنوا تخلصوا من الوجاهات وأكلوا البسطاء واحتسوا من دمائهم.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى