[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
اهتمامات

كان اليمنيون أمةً واحدة

من كتابات خالد الدعيس: كان اليمنيون أمةً واحدة


كان اليمنيون أمةً واحدة.. تُكرم الضيف وتُغيث الملهوف، وتجير ولا يجار عليها. فر إليهم الهاشميون، فرار الشاة من الذئب، ونزحوا إلى أرضهم نزوح السوام إلى الكلأ، فكان اليمنيون لهم الراعي الأمين، آمنوا روْعهم وسدّوا حاجتهم وأكرموا وِفادتهم ودثروهم بالإزار السحولي وزينوهم بالخنجر الحميري، وختّموهم بالعقيق اليماني وعمّموهم بعمامة الإكرام وأغدقوا عليهم فضائل الإنعام.

ولكن لم يكن الهاشميون ليكونوا إلا هؤلاء اللؤماء الذين غرّهم الكرم، والصُّغَراء الذين عظّمهم اليمنيون فأبوا إلا أن تضعهم نفوسهم.

ردوا جميل الوفاء بشنيع الغدر، وبادلوا المضيف بالحسنى قبحاً، وببراءة الذمة نقضاً، فما هو إلا أن هدأ روعهم والتقطوا أنفاسهم وامتلأ هزالهم من لحم المضيف اليماني وسمنه ولبنه، حتى انبعثوا انبعاث أشقى ثمود، فعقروا الذمة ونقضوا الفطرة وخالفوا العرف وانفكوا يبذرون الفتنة الشيطانية "أنا خيرٌ منه"، وقالوا مقولة قارون إنما أوتينا ما أوتيناهُ "على علم"، وفرقوا بين القبائل بشيطنة مختبر، وبدجل كذّابٍ أشِر، وسعوا في الأرض فسادا، وأهلكوا الحرث والنسل وسُبُل المعاش، فما سدٌ إلا وأخربوه، ولا بستانٌ من أعنابٍ ورمانٍ إلا اجتثوه حقداً ومرضا.

وطمسوا هوية المكان وعجّموا لسان حال التاريخ والزمان، فدفنوا من حمير وسبأ كل نفيسٍ يماني، وأخفوا كتب لسان اليمن الهمداني، بل وحرّفوا كلام الله عن مواضعه ومقاصده، وزيفوا في شريعة الإسلام وعقائده، وضلّوا ضلالاً بعيدا، إذ بإسم الله ورسوله أجرموا كل ذلك، وافتروا على الله كذباً سبحانه "ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب"؟!

أي والله "ولا ينبّئك مثل خبير".. لا أظلم من أولئك ولا أضل، سبحانه وتع إلى عما يصفون وباسمه يجرمون أسأله أن يدمدم عليهم بذنبهم، ويمكّن منهم ويخزيهم ويعذبهم بأيدينا أيدي اليمانية المؤمنين.

* من أرشيف الراحل الشهيد خالد الدعيس - أعاد نشره نشطاء عقب التطورات الأخيرة في اليمن بما فيها اقرار الحوثيين لائحة الخمس العنصرية
31 مايو 2016

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى