[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

اليمنيون والحاجة إلى خيار خامس!

سامي غالب يكتب حول: اليمنيون والحاجة إلى خيار خامس!


يدفع اليمنيون، اليوم، ضريبة فادحة جراء إصرار أطراف الحرب في اليمن (وعلى اليمن) في 2015 على خوض "مباراة صفرية"؛ تنتهي بفائز أوحد يجني كل المكاسب مقابل خاسر أوحد يندحر صفر اليدين.

في بيئة محلية شديدة التعقيد، وبيئة إقليمية تتسم بالصراع والتنافس بين أكثر من مركز، تكون "المباراة الصفرية" لعبة المقامرين لا العقلاء. والحاصل أن اليمن ومحيطه الإقليمي زاخران بالمقامرين من كل صنف. أسوأ هؤلاء هم المقامرون المحليون لأنهم يمارسون سياسة "الأرض المحروقة" داخل حدود وطنهم.

كذلك فإن الحرب التي خيضت لأهداف عصبوية (في الداخل) ووقائية أو استباقية (من الخارج) كبدت اليمنيين كيانهم الوطني ونسيجهم الاجتماعي، فانبعثت عصبيات من كهوف التاريخ ومتاحفه، تطلب لها مكانا تحت شمس القرن الـ21.

"تحالف دعم الشرعية" الذي لوح في الأسابيع الأولى من ربيع 2015 بسلاح "النفس الطويل" ردا على مقولة "الصبر الاستراتيجي" لحسن نصرالله (الوكيل المعتمد لإيران في شؤون اليمن)، لم يبرهن على أن نفسه طويل، حقا، فقد انحرف عن أهدافه المعلنة باتجاه الخيار المتاح: رعاية ميليشيات مضادة للحوثيين في غير مكان من الخارطة اليمنية. في الواقع فإن الوعد بتفكيك ميليشيا الحوثيين استحال "وعيدا" لليمنيين جميعا بتسليم رقابهم لميليشيات جديدة يرعاها "تحالف دعم الشرعية"!

اليمنيون في محنة كبرى؛ "الشرعية" التي عولوا على عودتها أدمنت "الاستنقاع" في "الرياض" المالحة! وسادة الميليشيات، شمالا وجنوبا، ليس لديهم ما يخسرونه إذ يتساوى، في الحساب، بلد ومديرية (أو كهف)، وتحلق - في مقاييسهم - قيمة "الجماعة" عاليا بعيدا عن قيمة "الوطن"؛ فوطن العصبوي هو جماعته، ومن لم يعجبه فأرض الله واسعة!

وفي المحصلة انحشر اليمنيون بين 4 خيارات: الفوضى المستدامة التي تعمل دولتا "تحالف النفس الطويل" على تمكينها في "يمن الشرعية"، وخيار "الطوباويين" المتمثل بيمن فدرالي من 6 أقاليم لن تتنزل على الأرض لو اجتمع العالم كله دعما للمبشرين به، وخيار دولة "علم العصر" بما هو استئناف أشد ماضوية من دولة الكهنوت الإمامية، وخيار "الجنوب العربي " الذي يتوسل استحياء المشروع الاستعماري البريطاني (دولة الحاجز) في ما يشبه المهزلة.

بين هذه الخيارات الـ4 يتقدم خيار "الفوضى المستدامة" وعلى اليمنيين غير المنخرطين في العمل لصالح أي من الخيارات الـ4، الاشتغال على خيار خامس يعفيهم عناء انتظار ثمار "النفس الطويل" و"الصبر الاستراتيجي" و"الدولة الحاجز"!

 

* من صفحة الكاتب

عناوين ذات صلة:

مقالات أخرى للكاتب اضغط هنا

الوسوم
زر الذهاب إلى الأعلى