[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

عشر ومضات من كتاب "خيوط الظلام: الإمامة الزيدية" لعبدالفتاح البتول (3-4)

د. لمياء الكندي تكتب: عشر ومضات من كتاب "خيوط الظلام: الإمامة الزيدية" لعبدالفتاح البتول (3-4)


- تتوحد أساليب القتل والترهيب وكافة أشكال العنف عبر عصور الإمامة وامتدادها التاريخي منذ نشوئها الأول وحتى يومنا هذا، وما أعمال القتل والسلب والنهب والتخريب التي مارسها الأئمة في حق اليمنيين إلا تعبير عن ذلك الوجه الصارخ للإمامة وطبيعتها، ونذكر من ذلك ما ذكره كتاب "خيوط الظلام" الذي نتناولة بالدراسة هذه، من جرائم على يد الإمام المطهر بن شرف الدين والإمام عبدالله بن حمزة والامام الهادي نفسه وما قام به من تنكيل وسلب ونهب لأموال الخارجين عنه وحرق واتلاف لمزارعهم وتخريب لقراهم، وجميعها مظاهر وسياسات اشترك فيها اغلب ان لم نقل كل، أئمة البيت الزيدي في اليمن، ومارسها الحوثيون اليوم كخارطة طريق لفرض سيادتهم القائمة على البطش والتنكيل من أجل إخضاع المخالفين لهم.

- اثبتت الاحداث التاريخية التي اوردها الباحث عبدالفتاح البتول في هذا الكتاب، أنه وعلى طول امتداد الفترة التاريخية التي استمر فيها الحكم الإمامي بالعبث في اليمن وارتكاب أبشع الجرائم في حق اليمنيين لم يظهر من بين أولئك الأئمة ولا أمام واحد أنكر أي حادثة من حوادث القتل والإبادة التي مورست في حق اليمنيين. فلم تقم الزيدية بوجهها الديني ولا السياسي بإدانة أحداث ذلك القتل أو حتى تصفه بالمخالف للشرع، بل تم التنظير له في كتب التاريخ والفقه والأدب الإمامي، على أن ذلك القتل والترهيب كان تمكينا ونصرا وفتحا فتحه الله على الأئمة وانكسار لأعدائهم. بل ذهب البعض إلى الإشادة بتلك الجرائم واعتبارها شكلا من أشكال فرض السيادة لقمع المخالفين.

- أثبتت الأحداث التاريخية حول نظام الإمامة أن تدخلهم في اليمن لم يكن منفصلا عن القوى الخارجية فقد كانوا من بداية ظهورهم يسعون إلى جعل اليمن مركزا عالميا لقيام الخلافة العلوية حيث ارتبطوا بعلاقات وثيقة مع الدول والجماعات الشيعية في الخارج وطلب مساعدتها في فرض سيادتها على اليمن حيث لم يشكل استقلال الأئمة الزيديين في اليمن حافزا لضمان استقراره ووحدته، فلم يسع الأئمة إلى الانصهار في بوتقة واحدة مع أبناء هذا الشعب والدفاع عن مصالحه، بل على العكس ظل الأئمة يحافظون على ارتباطاتهم السياسية والفكرية والمذهبية مع غيرهم من الأدعياء العلويين في مختلف البلدان العربية والإسلامية امتدادا من الكوفة في العراق إلى مصر وبلاد الشام واقليم الديلم وطبرستان في إيران قديما، إضافة إلى العلاقات الإيرانية الحوثية في الوقت الراهن والعلاقات الحوثية المبكرة مع الحوزات العلمية الشيعية في المنطقة وحزب الله اللبناني. وجميعها علاقات واضحة وصريحة استهدفت الأمن والاستقرار اليمني والإقليمي على حد سواء قديما وحديثا ونذكر من ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، ثورات العلويين في عصر المأمون الذي تميز بكثرة الثورات الخارجية عليه، فمن الكوفة خرج محمد بن إبراهيم المعروف ب(ابن طباطبا) وقام بإرسال ابن عمه إبراهيم بن موسى المعروف بالجزار إلى صعدة وقد وصل إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن أبي طالب المعروف (بالجزار) إلى صعدة وتمركز فيها لتأسيس دولة علوية زيدية منافسة للدولة العباسية ومنذ ذلك الوقت بدأ الوجود الزيدي في اليمن.
وكان الزيديون قد أسسوا دولة في طبرستان سنة 250ه بقيادة الحسن بن زيد الذي أسس دولة في جنوب بحر قزوين تولى حكمها بعد مقتل أخيه محمد بن زيد من سنة 272ه إلى 287ه. كما تأسست في طبرستان في بلاد الديلم دولة زيدية بقيادة الإمام الناصر الاطروش سنة 301ه وهو من المعاصرين للإمام الهادي يحيى بن الحسين بالدولة والدعوة حيث نستطيع القول إن الزيدية أسست دولتين في نهاية القرن الثالث الهجري، تمثلتا في دولة الناصر في الديلم والهادي في اليمن. والواضح أن بينهما (الناصر والهادي) هدفاً مشتركاً وربما اتفاقاً مسبقاً بتأسيس دولة زيدية للقضاء على الدولة العباسية.

ومن المهم التنبيه على أن الجنود القادمين من طبرستان كانوا سواعد الإمام الهادي وأخلص قواته. وهم الذين سماهم بالمهاجرين، ويعرفون في كتب التاريخ اليمنية بالطبريين، الذين كانوا هم الحرس الشخصي له، بينهم يطمئن على حياته، ولا يقاتل إلا معهم، وموتهم في المعارك يعتبر استشهادا في سبيل غاية إسلامية عظيمة.

ونذكر من الائمة الذين قدموا من الشام لحكم اليمن الإمام أبا هاشم الحسن بن عبدالرحمن الرسي الذي قدم من الشام كما ذكر المطاع ومن الحجاز كما ذكر الواسعي وزبارة.

ومن أئمة اليمن المتوردين نذكر أيضا الإمام الناصر أبو الفتوح الديلمي الذي دعا لنفسه بالإمامة في بلاد الديلم، وعندما فشلت دعوته هذه انتقل إلى اليمن وأعلن دعوته للإمامة فيها، وبذلك يتضح لنا حقيقة التباعد والاختلاف بيننا كيمنيين وبين هذه الفئة التي جرت أذيالها لحكمنا مستغلة بذلك أوضاعا كانت طارئة في تاريخ وحياة هذا الشعب. وأنها كلما ضعفت في الداخل استدعت حلفاءها في الخارج لمدها بالمقاتلين والسلاح.

نسخة الكترونية من كتاب خيوط الظلام:

https://nafsam.org/ar/secontna/uploads/2020/book/book-khuoot-althalam-albatool-1.pdf

. صادر عن مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام.

كتاب خيوط الظلام

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى