[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

الحوثي يترنح ومأرب مقبرته الأخيرة

د. عادل الشجاع يكتب: الحوثي يترنح ومارب مقبرته الأخيرة


لقد فشل كل أولئك الذين حاولوا تجميل عصابة الحوثي، وضمها إلى معسكر الوطن. بدأ المشترك نكاية بالمؤتمر واختتم المؤتمر نكاية بالمشترك. ظن المشترك أنه ذكي فقرر ترويض هذه العصابة لأنها كانت تقبل بالتفاوض والمساومة. واعتقد المؤتمر أنه الأذكى معتقدا أنه الأقدر على ترويضها والسيطرة عليها. لم يدرك هؤلاء أنهم يتعاملون مع عصابة إرهابية تعد امتدادا للأئمة الذين قسموا المجتمع اليمني إلى سادة وعبيد.

كل طرف من هؤلاء كان يفكر من منطلق سياسي اعتقادا منه أنه سيركبها إلى نهاية الطريق ثم التخلص منها لاحقا. سايرت عصابة الحوثي هذا الانطباع وساومت على بقائها. لم يقتصر الأمر على القوى الداخلية، بل وقع في هذا الفخ عن قصد أو غير قصد بعض القوى الدولية التي اعتقدت أن الحوثي هو الوسيلة المثلى لضرب القاعدة وداعش. استغلت هذه العصابة الإرهابية هذا الوضع لتحول جميع اليمنيين المعارضين لها إلى تكفيريين ودواعش.

نتيجة لهذا الدعم وتلك القراءات الخاطئة، حقق الحوثيون نجاحات عسكرية غيرت مسارات القتال. وبرغم من كل هذا بقيت عصابة إرهابية يستحيل ترويضها وأهدافها تصطدم ببقية القوى اليمنية. ومع مرور الوقت كانت تتوسع الهوة بينها وبين الشعب اليمني حتى وصلت إلى حد المجاهرة رسميا بتقنين العبودية علنا من خلال قانون الخمس.

خلال هذه المرحلة أراد البعض التخلص من الشرعية فانطلق من تفكير تكتيكي في حل مشاكله وأغمض عينيه عن النتائج المدمرة لتقوية هذه العصابة. هذا البعض لم يستفد من تجربة حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق وما شكلاه من خطر على بلديهما. وجميعهم أدوات إيرانية مفصولون عن محيطهم العربي.

ما يمكن قوله إنه خلال السنوات الماضية جرى تهميش الجيش الذي كان مظلة القوى اليمنية وأصبح يطلق عليه في بعض المناطق الجيش الوطني وفي بعض المناطق حراس الجمهورية، مع العلم أنهم جميعا يحملون اليمن في قلوبهم ويواجهون عدوا واحدا هو الحوثي. استفادت مليشيا الحوثي من اللعب على حبال التناقضات الذي سهل لها التجنيد تحت مسمى مواجهة العدوان.

لقد أخطأوا جميعا في الحساب. ومن بين هؤلاء أيضا استراتجيون غربيون ظنوا أن هزيمة الحوثي سيساعد الإصلاح على الاستيلاء على السلطة وسيخلف ذلك فوضى، لكن هذه التقديرات كانت خطأ كبيرا أطال من أمد الحرب في اليمن. وبين هذا وذاك صارت الجماعات المعتدلة ضحية لهذه الأطراف الموجهة للصراع. فريق يريد إضعاف الجيش الوطني وفريق يريد تقوية مليشيا الحوثي للحصول على انتصار عسكري. كلا الطرفين ثبت أنه مخطئ، كما هو واضح اليوم على الأرض.

مازالت عصابة الحوثي تستثمر في الخلافات التي بين المؤتمر والإصلاح. بين المتحالفين معها في ٢٠١١، والمتحالفين معها في ٢٠١٤.
الحوثي عمليا شبه منهار ويستحيل أن يحكم بالفكرة الإلهية، لكن الذي يبقيه مستمرا هو التسميتين المختلفتين للجيش الوطني وحراس الجمهورية. وكذلك إصرار قيادات في صنعاء تحسب نفسها على المؤتمر على إبقاء التحالف مع هذه العصابة.

عمليا سقط الحوثي، لكنه مستمر بسبب سياسة الصف الجمهوري. فأبوراس مازال يصر على بقاء الحوثي ويزعم أنه منتصر لكنه لا يدرك أن هذا الانتصار فوق الخراب والانهيار. يزعم أبو راس أنه حافظ على المؤتمر في الوقت الذي تمتلئ السجون بالمؤتمريين الرافضين للحوثي ومن بقي منهم يساقون إلى جلسات حفظ الملازم التي تعد السجون أحب منها. يرسم أبو راس حدود الأوهام والأحلام بدماء المؤتمر وموارده التي سطت عليها عصابة الحوثي.

ما يجري من تنسيق بين الجيش الوطني وحراس الجمهورية سيسقط هذه العصابة. لقد وحدت البنادق وأمر الله كتب ولا راد لأمره. ومارب ستكون مقبرة الحوثي. إنها معركة يمنية خالصة لا طيران فيها ولا أجانب. وأعداد كبيرة من الجيش والقبائل الذين كانوا يقاتلون إلى جانب الحوثي سينضمون إلى إخوانهم في مارب لأنهم لن يكونوا أداة في بيع حريتهم لهذه العصابة السلالية.

عناوين ذات صلة:

الفن اليمني: من الإبداع السبئي إلى دروشة المتوردين!

الوسوم
زر الذهاب إلى الأعلى