[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
شعر وأدب

وشوشةُ واشية 

قصيدة للشاعر عمار الجبري بعنوان: وشوشةُ واشية


سيجنيكِ عُمراً... ويفنيكِ قهرا
ويمحوكِ حُباً وينساكِ ذكرى

فلا تطمئني فلستِ اختياراً
أخيراً لمن حبَّ قبلكِ عشرا

ولا تسعدي واستعدي لآتٍ
بهِ تظمئين فيسقيكِ مُرا

ولا تفرحي بحبيبٍ سيغدوا
عدوءاً إذا ما بدا أو تعرى

خطاياهُ اكثرُ من أن تعدي
إذا رمتِ أن تبلغيهن حصرا

سلي عن ضحاياهُ كم شاب ثغرُ
لديهِ وكم القم الموت ثغرا

يغادر صدراً قضى منه وطراً
فمات ،، ويمضي ليغتال صدرا

فما عاش حباً وأبقاهُ حياً
ولا خاض تجربةً فاستمرا

فكم من فتاةٍ ترجى هواها
ولما أحبتهُ منها تبرى؟؟

ثلاثون عاما وعشرون نهداً
عليها إلى عرش نهديكِ مرا

توالت عليهِ الصبايا زهوراً
يسِحن ندىً يتضوعن عِطرا

وقد كن اكثر منكِ جمالاً
و أشهى ثغوراً وأندى وأطرى

ثرياتُ حسنٍ تتابعن حُباً
عليه وقد عدن بالحزن أثرى

تكسرن في وهمهِ كالمرايا
تكسرن واحدةً تلو أُخرى

فلا أنتِ أسعد منهن حظاً
ولا أنت أقوى احتمالاً وصبرا

خدعن بهِ صافيات النوايا
وها أنتِ أصفى وأنقى وأبرى

شُغفتِ بما يدعي من شعورٍ
وهمتِ بما قالهُ فيكِ شعرا

وأغرتكِ ذات النصوص اللواتي
بهن استثار الضحايا وأغرى

حبيبك؟ لا تخطئي فكهذا
لعمري يظل بكرهكِ أحرى

حبيبكِ هذا الذي ليس يدري
بتاتاً.. بتاتاً.. عن الحبِ أمرا؟؟

ألا تخجلي أن تقولي حبيبي
لمن كان قد أشبع الحب غدرا.!؟؟

كفاكِ غباءً ، ، كفى واستفيقي
ولا تهدري العمر في الوهم سُكرا

كما أنني يارفيقة عمري
اخاف عليكِ من الأمر أمرا

لهذا نصحتكِ ولتعذريني
إذا كان طعم النصيحة مرا

فإن كنتِ في ريبة من حديثي
تحري ، فما خاب قلبُ تحرى

وعودي لأوراقهِ قبل عامٍ
وخوضي بماضيهِ شعراً ونثرا

ستدرين كم أنه منكِ يخلو
وكم أنه ليس يعطيكِ قدرا

وكم أن ما قالهُ فيك جهراً
يناقض ما قاله عنكِ سرا

على شعرهِ كل ماضيهِ يبدَو
جلياً، وهل يترك الشعر سترا؟؟

لقد قلتُ ما كان عندي فقولي
أما آن أن تقلعي عنه وزرا؟

بربك ماذا تبقى لُينسى
حبيبُ بهِ يكفر الحب كفرا؟

أجابت واثنت عليها وأبدت
إليها على منة النصح شكرا

وقالت: تبقى بأن تسمعيني
لأعطيكِ من دفتر الحبِ سطرا

حبيبي الذي جئتِ كي تقنعيني
بأن أتوقاهُ بؤساً وشرا

رضيت بهِ عاشقاً واكتفى بي
غراماً وإني به منكِ أدرى

فإن كان قد حب قبلي مراراً
وسار بكل اتجاه ومجرى

وعانق كل الصبايا وغنى
لهن الأغاني وأثنى وأطرى

وألَّف في حب عصماء سِفراً
وألَّف في عشق غيداء سَِفرا

وهام بهندٍ ومن ثم ولى
باحساسهِ والهوى نحو ذكرى

فقد كان في الأصل يبحث عني
وحين التقاني اكتفى واستقرا

لهذا التمست لماضيه عذراً
فلا ذنب إلا واعطيت عذرا

تطهر بالصدق من كل ذنبٍ
واضحى من الطهر أكثر طهرا

وها هو يسقي بساتين عمري
حنانا وتسقيهِ عيناي خمرا

ويغمرني بالعواطف شعراً
وأغمرهُ بالمشاعرِ غمرا

ويهمي وأهمي فما جفَّ نهرُ
من الحب إلا وفجَّر نهرا

ربيعية صرت منذ احتواني
واوجد لي من خريفي مفرا

وقال ادخلي جنتي بسلامٍ
وهيأ لي مدخلاً و ممرا

وما أن دخلت احتفى بي خلودي
وملكني منه عرشاً وقصرا

وأصبحتُ في عينه كل شيءٍ
جميل قضى في تمنيهِ دهرا

لهذا سأبقى أقول حبيبي
حبيبي واتلوه زهواً وفخرا

فهل لك أن تستريحي لأمري
لأني سأهواهُ قصراً وقبرا

لأني سأهواهُ في كل حالٍ
سأهواهُ يسراً وأهواهُ عُسرا

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى