[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

زمن الظلام الحوثي.. هكذا واجه شباباً بملابس مرتبة

أروى الخطابي تكتب: زمن الظلام الحوثي.. هكذا واجه شباباً بملابس مرتبة


ترددت كثيرا في كتابة هذا المقال وفكرت كثيرا حول مادته، كنت قد صرفت النظر عنه في الماضي تجنبا لجرح نرجسية اليمني المتعالية حتى على الحقيقة. ولكنني بعد ان شاهدت شبابنا أمس في إحدى الرحلات إلى منطقة حبابة وما حصل لهم من اهانة وتحقيق وتعذيب وملاحقة وتهديد قررت ان أكتب هذا المقال وارجو ان يكون خفيفا على قلوبكم.
شاهدت شبابا يغنون ويضحكون وهم شباب في ريعان اعمارهم يضجون بالحياة . ملابسهم مرتبة شعورهم مسرحة اصواتهم متناغمة ضحكاتهم متعالية . وبالرغم من الحرب والفقر خرجوا في رحلة قصيرة جدا لمدة يوم فقط قرروا ان يسرقوه من الزمن الأغبر.
ولكن كانت المفاجأة الكبرى لحقهم الزمن الأغبر إلى رحلتهم، هددهم وعذبهم وأصعدهم الجبال الشاهقة في عز الظلام. إنه زمن الظلام الحوثي . لماذا وماذا جنى الشباب؟.
لا شيء .. اللهم إنهم شباب يحبون الحياة "لابس كويس ومرتب نفسه كويس وكمان يغني ويرقض ويصفق ويضحك".

لم يهنأ الحوثي ان يرى شبابنا هكذا فقد استطاع بكل جدارة ان يوحد ملايين الشباب بالملابس الرثة والشعر الكثة. تمكن من ان يصبغ الشاب اليمني بصبغه انعدام الاهتمام بالشخصية والملابس المرتبة. استطاع ان يُكرّه الشباب بحجة العادات والتقاليد في الملابس العصرية .

اصبح رجالنا وشبابنا يتنمون إلى العصر الحجري، ملابس من لون التراب، قطع كثيرة يلبسها الرجال ابتداء من الشال إلى الشرابة يلبسها كيفما اتفق.
تمكن الحوثي من إفقاد الناس معنى الذوق في الملابس والاحذية وقصات الشعر.
حتى انه قبل مدة وقف امام المدارس ومن وجده لابساً بشكل مرتب أو حالقاً شعره بطريقة لطيفة أخذه بالقوة وحلق شعره امام العامة اهانة له.

نعم لقد افسد الحوثي الذوق العام بما سببه من فقر للناس اعجزهم عن شراء ملابس جيدة . بل وتحميل الناس تكاليف حربه واستنزاف قواهم اتاوات وزكوات وضرائب واخماس واعشار.
الحوثي لم يهنأ ان يرى 120 شاباً سعداء فقرر ان ينكد عليهم وعلى اهاليهم، هو لا يريد أي احد يشعر بالسعادة . وكما افاد الشباب فقد كان رجال الحوثي يقولون لهم اذهبوا إلى الجبهات. لم يهنأ له ان يري الشباب مرتباً ونظيفاً وجميلاً. هو يريدهم شعثا غبرا مبردقين يسهل جرهم إلى معاركه.
إن الحوثي هو العدوان وهو الجائحة الكبرى الاخطر من كورونا والنووي وتسونامي معا.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى