[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
اهتمامات

الحوثية: قبح يغلب كل تُقية

حسن غالب يكتب الحوثية: قبح يغلب كل تُقية


يأبى الكهنوت الحوثي إلا إظهار قبح منهجه، وسوء توجهه، مهما حاول ارتداء لباس التُقية، وتضليل اليمنيين.

يقوم الحوثي بإحياء ما يسميه يوم الولاية مع علمه بكون اليمنيين قد قاموا بثورة عظيمة على ما تحمله هذه المناسبات من دلالات، وما تحويه من توجهات تحاول إعادة استبعاد الشعب اليمني، وإدخاله مرة أخرى حظيرة النظام الإمامي المتخلف البائد.

غير أن اليمنيين باتوا على وعي كبير بالتفافات الإمامة وأذيالها، وأصبح الشعب على قدرة كبيرة لرفض هذه الأفكار التي تتناقض كلياً وأفكار الجيل الجديد الوارث لمبادئ ثورة 26سبتمبر، والحالم بدولة النظام والقانون التي لا إمام فيها سوى صندوق الاقتراع.

إن المليشيا الحوثية مع ما أحدثته من دمار في البلاد على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، تقوم أيضاً بتحدي اليمنيين الذين ثاروا على الإمامة ورفضوا نظامها العنصري، ذلك يدل على استعداء الحوثي لليمنيين جميعاً، وانفصال الجماعة التام عن معاناة اليمنيين المستمرة بفعل انقلابهم الغاشم على قرار الشعب وخياراته، وارتباطهم الكامل بطهران وأهدافها الطائفية، على حساب دماء اليمنيين وحاضرهم ومستقبلهم.

وهنا لابد من تذكير كل المهتمين والفاعلين في الملف اليمني، باستحالة السلام مع مليشيا ترى لنفسها حقاً إلهياً في حكم الشعب، ولا تعترف بمواطنة الناس، ولا قرارهم، بالإضافة إلى أنها ليست سوى امتداد لكافة العنصريين المتطرفين في هذا العالم، في الوقت الذي يبذل العالم كل الجهود لتحقيق العدل والمساواة بين جميع الناس بمختلف أديانهم وأعراقهم.

والحقيقة الراسخة أن بلاد المؤرخ الكبير الهمداني، والشاعر العظيم نشوان الحميري، حمير وسبأ من عرفوا الدولة قبل آلاف السنين، لن تخضع لمليشيا طارئة على الجمهورية اليمنية، وستقاومها حتى اقتلاع هذه النبتة الخبيثة من الجسد اليمني وصولاً إلى اليمن الحديث.

كان عدد الخرافات كثيرا وملفتا جدا. ولذلك قررت أكتب عنها في أحد فصول دراستي. وعندما أرسلت هذا الفصل للبرفسورة، علّقت على هذا الجزء بقولها "انتراسنت" أي ملفت للانتباه، أي مهم. ولم تقل احذفيه أو غيريه.

وفعلا ضمنته رسالتي. وهو يصف أنهم أي الأئمة، نشروا الخرافة بين الناس البسطاء؛ فمن يحترق زرعه يتم النشر بين الناس أنه لم يؤدِ الزكاة المطلوبة! ومن تمُتْ حيواناتُه يوهموه أنه خالف وعصى الإمام ولم يصدُق في عدد حيوناته حق الزكاة! ومن اعترض على الزكاة ونام وجاءه كابوس في نومه يذهب إلى فقيه المسجد يفسر حلمه فيخبره المفسر أنه كان معترضاً على زكاة الله!

وجدت حوادث كثيرة وكوارث متعددة رُبطت بطاعة الإمام، وكلها تستغل جهل اليمنيين وفقرهم وجوعهم ليكونوا جنوداً جائعة وحافية عند الإمام، أو أدوات إنتاج تعمل له ولأسرته.

وفي الأخير اتضح لي أنه لم يقم بالثورة ضده إلا من خرجوا إلى خارج اليمن، ابتداء من البعثة الأولى للعراق بقيادة الخالد محيي الدين العنسي، مرورا بالثلايا والزبيري. لم ولن يقبل بالعبودية أو الخرافة من اكتشف الحقيقة وعرف السر.

الصراع طويل ومرير، ولكنه هذا المرة فعلاً قضية نكون أو لا نكون.

زر الذهاب إلى الأعلى