[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

رسالة إلى محافظ مأرب ووزير الدفاع ورئيس الأركان

د. عادل الشجاع يكتب: رسالة إلى محافظ مأرب ووزير الدفاع ورئيس الأركان


الأخ سلطان العرادة، محافظ مأرب
الأخ محمد المقدشي، وزير الدفاع
الأخ صغير بن عزيز، رئيس هيئة الأركان

ونحن نستقبل العيد ال ٥٨ لثورة ٢٦ سبتمبر، نحييكم ونحيي من خلالكم مأرب التي اصطفاها الله وقبائلها التي أسكنها في رحاب أرض الجنتين، وكذلك سكان مأرب الذين فروا بدينهم وكرامتهم من بطش عصابة الحوثي الإرهابية، ونحيي أيضا رجال الجيش الوطني المرابطين دفاعا عن الثورة والجمهورية.

هذا الفضل العظيم الذي خص به الله مأرب لتكون مهوى أفئدة اليمنيين، مأرب التي اختصرت الزمان وأصبحت مركز صراع الحق ضد الباطل الذي تمثله عصابة الحوثي الإرهابية التي أطلت على اليمن واليمنيين من مجاهل التاريخ لتدنس المقدس في حياة كل اليمنيين.

إن الحوثي رمز الشيطان يقتل اليمنيين باسم الله، ويصادر رسالة محمد بن عبدالله للعالم ويحولها من رحمة إلى نقمة، ومن تحريرها للإنسانية إلى عبودية للشيطان، محاولا استبدال دين الله بدين الشيطان، وأمام ذلك وهب أبناء مأرب ومن معهم من أبناء الشعب اليمني أرواحهم دفاعا عن مأرب التي جعلها الله نقطة ارتكاز ومحور هوية اليمنيين جميعا، فلم ترهبهم عنجهية الشيطان الحوثي وأتباعه، ولم ترهبهم أدوات قتله، وآلوا على أنفسهم برغم قلة الناصر بالقتال والتصدي، حتى لا يظن الشيطان أنه ماض في مشروعه في تسليم اليمن لإيران، فقد أيقظت مأرب من كان نائما في غفلة، فكان أبناؤها خير الحماة وخير من يتصدى للغزاة.

لقد أشعل أبناء مأرب بدمائهم وبطولاتهم عتمة ليل الخلافات التي تعصف بالجمهوريين في محافظات أخرى وأقسموا ألا يفلت العدو بفعلته فكانوا له بالمرصاد، لأنهم يدركون أن ثورة 26 سبتمبر انتصرت في مأرب الأرض التي باركها الله، فهي عنوان ملتقى اليمنيين. والشعب اليمني مازال حيا رغم جراحاته ورغم التشتت الذي ساد خلال الست سنوات الأخيرة، فمأرب هي بداية وحدة الصف الجمهوري، وهي التي ستخرج الجميع من ضيق المعارك الجانبية إلى سعة الوحدة والتآخي وتجاوز الموت العبثي.

ومثلما حبا الله مأرب هذا الفضل، فقد جعلكم على رأسها لتقدموا نموذجا لوحدة القرار ووحدة الصف ضد عصابة هي من أخطر العصابات في التاريخ، لأنها لم تسرق المال وتقطع الطريق، بل سرقت الله وسرقت رسالته إلى البشرية وسرقت حياة اليمنيين وتاريخهم، فهذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتق رئيس السلطة المحلية بمأرب ووزير الدفاع ورئيس الأركان ليكونوا سببا في إيقاظ الصف الجمهوري من غفلته ليلتفت لعدوه الحقيقي الحوثي.

إن المرحلة لا تحتمل العمل الفردي ولا تحتمل الفشل. فأنتم يعول عليكم أن تحركوا مياه المصالحة الراكدة، والدخول في مرحلة التوافق اليمني بين مختلف الأطياف، وأن تكون مأرب نقطة انطلاق تجميد الخلافات في القضايا الخلافية حماية للمشروع الوطني، فالبيت اليمني يحتاج إلى ترتيب حقيقي منطلق من إرادة حقيقية من كل اليمنيين نحو الاتفاق على مشروع وطني شامل يمثل الجميع بدون استثناء، ويتناسب مع طموحات وتضحيات شعبنا العظيم وقضيته استعادة الدولة وأساس هذا المشروع الوطني الشراكة الوطنية في كل شيء وتجاوز سياسة التفرد والإقصاء.

يجب عليكم أن تنجحوا لأنه لم يعد لديكم وقت لتضيعوه ولا سيما أن المؤامرة تقترب من الجميع، ويجب أن نلتحم ببعضنا كجسد واحد ونقاتل كالبنيان المرصوص، يجب أن ننتقل جميعا إلى دائرة الجماعة الوطنية بعيدا عن الأسقف الحزبية التي تجعلنا نحني رؤوسنا.

بكم أنتم وبوحدة قراركم ستكونون اللبنة الأساسية للمصالحة في بقية المناطق الأخرى، فلتجعلوا من المصالحة الوطنية راية تخرج الجميع من ضيق المعارك الجانبية إلى سعة استعادة الدولة وعاصمتها صنعاء.

وفي الأخير لا ننسى أن نحيي الجوف ورجالها الأبطال الذين مرغوا وجه الشيطان الحوثي التراب وسطروا أروع الانتصارات بالأمس ومازالوا يقودون معاركهم المقدسة جنبا إلى جنب مع إخوانهم في مأرب، فلابد من توحيد الراية من أجل صنعاء وتجاوز كل الحساسيات في الزمن الماضي، فالمصالحة فرض عين لكل جمهوري وحدوي يحرص على استعادة الدولة اليمنية، وعلى كل جمهوري أن يأخذ بيد الجمهوري الآخر ويقول له أنت أخي في الجمهورية وفي الدفاع عنها ولا علاقة لنا بالماضي فنحن ابناء اليوم نؤسس لغد آمن ومستقر لأبنائنا، ولسان حال الجميع يقول: دمت يا سبتمبر التحرير يا فجر النضال.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى