[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

رسالة للإعلاميين والنشطاء

عمار التام يكتب: رسالة للإعلاميين والنشطاء

ما نعيشه اليوم نتيجة لعقود تراكمت فيها الأخطاء حتى وصلنا لهذا الوضع المزري الذي لا يحسدنا عليه أحد، ولسنا الشعب الوحيد الذي مر بمخاض أليم كالذي نمر به اليوم ثم تجاوزه إلى مستقبل مشرق.
لذلك فإن كثرة التوصيف للواقع من الناشطين والإعلاميين بما يوسع مساحة الإحباط في النفوس، والدوران في فلك المشكلة توصيفا، ليس كل ذلك سوى تسريع في الانهيار واختصار لجهود المشاريع المناهضة للمشروع الوطني في الداخل والخارج.
هناك جهود كبيرة بالميدان، وتضحيات عزيزة تدفع كل دقيقة من خيرة رجال اليمن بالأرواح والأموال، ومقاومة شعبية رافضة للتطبيع مع المسارات اللاوطنية داخل العمق الشعبي.
هناك آلاف المختطفين الذين تقزم السجانون أمام ثباتهم في شمال الوطن وجنوبه، هناك طلائع شبابية تجعل من حفلات التخرج والمناسبات الاجتماعية كرنفالات وطنية تهتف لليمن وتتغنى بأمجاده رافضة للكهنوت والزيف والتبعية تحت قبضة الكهنوت، هناك نبلاء يخطون وثيقة المجد والكرامة لمستقبل اليمن بدمائهم في صور من الثبات والبطولة منقطعة النظير كل يوم.
كل هذه الجهود التي ذكرت أليست كافية بجعل خطابنا الإعلامي ثوريا محفزا يتجاوز ضعف الأداء الرسمي بالحماس الشعبي الراشد المؤطر ضمن أبجديات وخطط النضال الوطني، أليس من العيب أن يفقد الإعلامي والناشط البوصلة والحماس ويتبنى خطاب التثبيط والإحباط: بينما الأبطال في ظروف صعبة نفسيا وماديا واجتماعيا يصدرون الحماس لغيرهم، من يحمس من؟ ومن يحمل رؤية فكرية إعلامية باعثة على العزم ومشعلة للهمم؟ الميدان أم النخب!
من لا يحمل مشروع فكري إعلامي بخصوصية وطنية يتجاوز آلام الواقع ويستشرف المستقبل، فليقل خيرا أو ليصمت، ولا يتصدر الشأن العام بالنوائح والتسرع بصناعة رؤية قاتمة للمستقبل مستوحاة من عجز في الإداراك، وهزيمة نفسية تجعل من البعض ناطقين رسميين باسم العدو يشيد بنقاط قوته وإظهار الإعجاب مما لديه.
لا يجوز وطنيا لمن ينتسب للنضال والكفاح أن يشيد بعدوه أبدا، إذ من أهم مبادئ الحرب في الخطاب الإعلامي التحقير والتقليل من العدو أمام شعبنا وأنصاره، وتسليط الضوء على مثالبه ومساوئه.
خطاب إعلامي لا ينافي الخطاب الخاص في إطار أهل الشأن في وضعهم أمام الواقع دون تهويل أو تهوين، لكننا للأسف نخلط بين الخطابين.
ينبغي أن نضع الحلول ونشيع الوعي بلغة تحمل المسؤولية الفردية والجماعية، نستشرف المستقبل، ونستنهض الهمم لحمل راية النضال والكفاح حتى تعود الأمور إلى نصابها في اليمن ونقيم دولتنا الوطنية التي تحفظ وجودنا.
أخيرا لكل إعلامي وناشط تصدر الشأن العام:
إن الذي حافظ على يوسف عليه السلام كشخص قبل أن يكون نبياً هو رؤيته الشخصية لنفسه أنه سيكون له شأن عظيم في المستقبل.. لذلك لم يعش بنفسية العبد في الأسر، ولم يطغه إغراء ربيبة القصر زوجة العزيز وهو خادم في قصر العزيز، وقال لأبيه وإخوته وهو عزيز مصر (يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي).
وتأملوا نفسية يوسف العزيز وانتقاءه الألفاظ، بعدما عمل فيه إخوته ما عملوا، قال دون نكءٍ للجراح "من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي"، ورد الذنب للشيطان حرصا على الوفاق بعد تمكينه في الأرض.
عناوين قد تهمك:
شكر وتقدير

الوسوم
زر الذهاب إلى الأعلى