[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
اهتمامات

عنصرية السلالة تمزق المجتمع رأسياً وأفقياً

عبدالجبار الخميسي يكتب: عنصرية السلالة تمزق المجتمع رأسياً وأفقياً


قبل توغل السلالة المتوردة على اليمن، كان أجدادنا اليمنيون يعيشون بسلام واطمئنان وخيرٍ وفير، وكان يعيش كل أبناء اليمن سواسية كأسنان المشط، يسند بعضهم بعضا.

وفجأة إذا بأقوام قذفت بهم الريح على اليمن، يدعون أنفسهم بالهاشميين ويدّعون انتسابهم للنبي الكريم، وهم في الحقيقة قومٌ لئام، يجري الغدر في عروقهم وتستوطن الأحقاد في قلوبهم وتنبعث الشرور من عيونهم.
منذ اليوم الأول لاختراقهم اليمن أدرك أقيال اليمن خُبثُ نواياهم وطواياهم، وتسترهم بالدين والنبوة، فوثبوا لهم في كل موضع وقاتلوهم عند مدخل كل قرية ودار، وكان يتقدمهم جدهم ودجالهم الأكبر المتورد يحيى حسين الرسي.
كانوا حينها حفاة الأقدام، خماص البطون، رثاث الملبس، شعث الرؤوس، كأي عصابة اجرامية امتهنت القتل والنهب والتقطُّع، وما أن قويت شوكتهم وتزايد مددهم من الرس وطبرستان، حتى بدأوا يسلون على اليمنيين سيف حقدهم، فأظهروا قبح ماكانوا يخفونه في سريرتهم، ومع أول قطرة دم تلاشت هالة القداسة الدينية التي تخفّوا خلفها لإيهام بعض العامة من الناس بأنهم دعاة دين وهدى وإصلاح!
ومع مرور الزمن وبعد أن تلقوا ضربات موجعة من أقيال اليمن لجأوا للتفرقة بين أبناء الأمة اليمنية، سكان البلد الأصليين، ولم يجدوا سيفاً أَحّدَ من الدين لتنفيذ هذه المهمة، فقسموا المجتمع اليمني السبأحميري الواحد باسم المذاهب القرشية إلى قسمين، زيدي وشافعي، وكلا الشخصين من قريش، وجعلوا من اليمنيين الذين خُدِعوا بالمذهب الزيدي الهاشمي بأن يتسلطوا على أخوانهم اليمنيين الذين انطلى عليهم المذهب الشافعي القرشي، فشحنوا أفكار اليمنيين باسم الطائفية، وعندما تنبه اليمنيون لهذا الأمر قاموا باستخدام طرق أخرى أشد فتكاً.
لقد أذكوا نار المناطقية بين أبناء اليمن الواحد، فجعلوا من كل منطقة تحقر من أبناء المنطقة الأخرى، وتنتقص منهم.. فما أشد خبثهم، وما أحقر نذالتهم وغدرهم.
حتى أنهم أشعلوا نار الثأر بين القبائل اليمنية القحطانية ذاتها وضربوا قبيلة بقبيلة، منفذين بهذا وصية جدهم السفاح المتورد الكهنوتي أحمد بن سليمان الذي قال هذا البيت في قصيدةٍ دموية إرهابية:
فلأضربنَّ قبيلةً بقبيلةٍ
وﻻجعلنَّ ديارهُنَّ نواحا
هذا البيت الدموي يفضح قبح هذه السلالة الهاشمية اللتي لاتقتات إلا على دماء اليمنيين.
وهكذا قسّم الهاشميون المجتمع اليمني الواحد إلى طبقات متفاوته في القدر والمنزلة، سادة، قضاة، فقهاء، قبائل، مزاينة، أخدام، ثم خصوا أنفسهم بطبقة "السادة" من أجل أن يبقوا فوق الجميع وجعلوا من كل هذه الطبقات بأن يظلوا منغلقين على أنفسهم فلا يتزوج أي شخص من خارج طبقته أو يزوّج، وإن فعل هذا فيعد منبوذاً من طبقته اللتي ينتمي إليها.
ختاماً، إن جرائم الهاشمية بحق اليمنيين كثيرة جداً ولو أردنا أن نحصيها فلن تتسع لها مجلدات فمنذ 1200عام وهم يغمدون السيف في صدور اليمنيين، لم يندمجوا في هذا الشعب الأصيل، ولم يكونوا يمنيين حتى يوم واحدا، بل ظلوا منغلقين على أنفسهم وسيبقون كذلك إلى لحظة هلاكهم.
إننا إذ نُذّكر بهذه الجرائم بحق اليمنيين فإننا نستنهض الشعب اليمني الأبي الكريم الحر بأن ينهض ويمسح من على وجهه غبار الخنوع والذل والعبودية
وليعيد المجد لتاريخه وحضارته العظيمة ويركل هذه السلالة اللعينة إلى مزبلة التاريخ.

زر الذهاب إلى الأعلى