[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
شعر وأدب

إفاقة (شعر)

قصيدة للشاعر هشام باشا بعنوان: إفاقة

أيُّها النّائمُ كالصَّخْرةِ فِينا
آنَ أنْ تصبحَ جِنًّا وجُنونا
آنَ أنْ تَخرجَ مِن أعماقِنا
فلقد نُمْتَ قُرونًا، وقُرونا
آنَ أنْ تَمْتَدَّ في آفاقنا
عُنُقًا يَتْلو على الوَهْمَ اليَقينا
آنَ أنْ تَخرجَ مِن أفواهنا
ثَوْرةً تَمْلأُ بالنورِ العيونا
آنَ أنْ تغضبَ حتى لا ترى
بين جَنْبَيْكَ مرايا الظّالمينا
وتُرينا الشّعْبَ، ما أجملَهُ
عندما يَقْتَلِعُ الرّكْنَ اللّعينا!
وتُرينا كيف نحيا، إنّنا
لم نَعِش منْذُ أطَعْنا قاتلينا
منْذُ أسلمنا بمَن لَم يُسلموا
كفَرَ الدّهرُ بنا كُفْرًا مُبينا
ثُرْ لدِينٍ صَنَعُوا من عدْلهِ
كافرًا بالعدْل إنسانًا ودِينا
ونَبيٍّ صارَ بَنْكًا لهُمُو
وعلى النّاس قُروضاً ودُيونا
آنَ أن تغضبَ يا "حَمْيَرَنا"
وتُريهم، وتُرينا ما نَسِينا
ثُرْ بلا رِفْقٍ على الزَّعْمِ الذي
رَفَعَ الزَّعْمَ وألقى بأبينا
إنَّنا منذ نَسينا ذاتَنا
نَسْيَ العُزُّ لدَيْنا أنْ يَكُونا
منْذُ أحْبَبْنا بلا معرفةٍ
لم نفِقْ إلّا ونحن الأسْفَلونا
وكأنّ الشَّمْسَ ليستْ "سَبَأً"
والثريا.. "قتَبانًا" و"مَعينا"
ثُرْ جُنونًا أيّها الشّعْبُ الذي
لَم يَقُلْهُ اللّهُ شَعْبًا ليَهُونا
ثُرْ بلا عَقْلٍ على العَقْلِ الذي
لَم يَذُدْ عنْكَ ولَم يُطْلِقْ سَجينا
ثُرْ جُنونًا، إنّما الشَّعْبُ إذا
زادَ عَقْلًا زادَهُ الظُّلْمُ سُجونا
ثُرْ جُنونًا وأَذِقْ مَن سَجَنوا
فيكِ شَكواكَ جراحًا وأنَينا
وأَعِدْ صَنْعاءَ يا خالِقَها
مِن حناياكَ أغاريدًا وطِينا
ثُرْ جُنونًا، واهْدمِ البَيْتَ التي
لَم تَجِدْ مُذْ بُنِيَتْ فيكِ سُكُونا

زر الذهاب إلى الأعلى