[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
اهتمامات

كيف استطاعت مسيرة الموت أن تخلخل منظومة القيم؟

د. سعاد الحدابي تكتب: كيف استطاعت مسيرة الموت أن تخلخل منظومة القيم؟


الصورة التي استفزت مشاعر اليمنيين من أقصى اليمن إلى أقصاه ليست إلا واحدة من صور الوجع اليومي الذي يعانيه أهلنا في اليمن منذ ست سنوات عجاف، جرّف خلالها الحوثي قيما وانتهك حرمات مجتمعٍ محافظ، مجتمع له قيمه وأعرافه التي تعلي من مكانة المرأة، وتجرم من يتعرض لها بسوء.
لقد ارتكب الحوثيون العيب الأسود بهجوم مجموعة من أشباه الرجال على امرأة عزلاء، المرأة التي كانت إلى عهد قريب خطا أحمر، وكان قتلها عيبا أسود، ويعدّ النيل منها منقصة وعارا يلحق مرتكبه إلى آخر الدهر، فما الذي حدث؟
كيف استطاعت مسيرة الموت أن تخلخل منطومة القيم، كيف لها أن تسيء لكل ماهو مصون ومقدس؟

اقرأ أيضاً:

ختام العشاري فاتحة ثورة كرامة أم خاتمة استعباد

ما ذنب المرأة التي وجدت نفسها بين كومة من أشباه الرجال يعتدون عليها ضربا وركلا؟
كيف لجسدها النحيل أن يواجه بطش أولئك القتلة المتعطشين للدم؟
لقد سقطت بين دمائها وصغارها لتسقط مروءتكم أمام العالم، العالم الذي لايزال صامتا حتى اللحظة عن جرائم مسيرتكم.
أيها اليمنيون إن الحوثيين يعتدون على حرماتكم، يهتكون أعرافكم ويعتدون على نسائكم وبناتكم، وكل يوم يمر بصمت على جرائمهم يزيدكم قربا من الهاوية التي يريد الحوثيون أن يلقوا في قعرها كل ما بقي من كرامتكم وأعرافكم.
إن الحوثيين يجرّفون في طريقهم كل ما هو مقدس فماذا أنتم فاعلون؟ إن مسيرة الموت المنظم التي انطلقت عبرت ببنادق أتباعها تلك المدن والقرى لن تتوقف عن استحلال دمائكم وحقوقكم، وإن مشرفيها وأتباعها هم الخطر المباشر على أمنكم واستقراركم، فحتام يطول الصمت؟
أيها اليمنيون ليس للحوثيين عهدٌ ولا ذمة، فلم يبقوا لأنفسهم عذرا أمام الله وأمام الناس، ولن يسقط حقٌ بالتقادم. إن الزمن يدور وهو في دورته يقصم الجبابرة ويهلك الطواغيت، وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين.

زر الذهاب إلى الأعلى