[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

إفهموا اليمن كما هو لا كما تتخيلون

نبيل البكيري يكتب: إفهموا اليمن كما هو لا كما تتخيلون


القبيلة مكون من مكونات المجتمع العربي عموما واليمني خصوصا، والحديث على أن القبيلة أحد عوائق قيام الدولة كلام لا يستقيم مع أبسط حقائق الواقع والتاريخ والسياسة أيضاً، القبيلة جزء رئيسي من مكونات النسيج الإجتماعي، وهي أهم لبنات هذا النسيج الذي تتشكل منه الدولة وكل المجمعات اليمنية هي بالضرورة مكونة من قبائل بالاساس.
الحديث اليوم على أن القبيلة كانت عائقاً أمام الدولة هذا الكلام غير صحيح مطلقا لانه مبني على أوهام، لا على حقائق علمية وموضوعية.
الحديث عن كوّن القبائل عامل إعاقة لقيام الدولة، منطق سطحي ولا يخدم سوى المشروع الإمامي الذي يريد ضرب المجتمع بعضه ببعض وإظهار أن المشروع الإمامي اليوم هو المنقذ للدولة في اليمن، وما على اليمنيين سوى مباركة الحوثي ومشروعه لإسقاطه للدولة وإنقاذها من القبائل.
صحيح، لعب عديد من شيوخ القبائل دورا سلبيا في تجهيل قبائلهم وعدم الدفع بهم نحو التعليم ومن ثم التمدن، وذلك ليظل الشيخ على رأس القبيلة، ويبقى القبيلي مجرد غرام ومحارب يستدعى للحرب متى ما أراد الشيخ، لكن هذا التوجه كان توجه ليس عاماً فهناك قبائل يمنية تعلمت ودفعت بأبنائها إلى معترك الحياة والتعليم والتمدن، وها هي اليوم تشكل أخر أسوار حماية الجمهورية والدولة، مشكلتنا مع من يقدم نفسه إبن الله وحامي حماه مشكلتنا مع من يدعي حقا إلإهيا لحكم الناس،

مشكلة اليمن الرئيسية مع فكرة الإمامة التي دمت مسيرة خمسين سنة من التحول نحو الدولة، ولا مشكلة لليمن مع قبائلها التي تمثل صلب هذا المجتمع ومادتها الخامة.
من حول القبائل إلى مادة خامة للجهل وقابلة للاستخدام هو النظام السياسي الحاكم الذي حرم هذه القبائل التعليم والتطبيب والتمدن وجعلها على جهلها حتى عادت الإمامة وأستخدمتها مرة أخرى اليوم مادة ووقودا لتحقيق مشروعها الإمامي.
من الغباء الكبير اليوم، تحويل المعركة بين اليمنين بعضهم بعضا، بالحديث عن قبائل ومدنيين، اليمن كلها قبائل، لها من العادات والتقاليد والأعراف ما هي كفيلة بقيام دولة مدنية أعظم من كل مدينات الدنيا، فقط إفهموا كيف تتعاملون مع هذا المجتمع وتكويناته ونفسيته وعاداته وقيمه، من الغباء اليوم الانجرار والعمل ضمن مشروع الاقتتال اليمني اليمني بفعل كُتن الإمامة، التي تعيد تقسيم المجمع اليمني من جديد بين سادة وقبائل ومزاينه وأخدام وفلاحين ورعية.
لا تنجروا لكُتن الإمامة التي تثير كل هذا اللغط، وهي تعيد تشكيل المجمع على ما تريد سادة وعبيد، وهندسته كمجتمع معاق فكريا كمجتمع طائفي متخلف غارق بالخرافات، كما ترون اليوم التجربة أمامكم ماثلة بالعراق الذي كان في مقدمة المجتمعات العربية المتقدمة والمتطورة فانظروا أين وصل اليوم.

زر الذهاب إلى الأعلى