[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
أبحاث

قراءة في مؤلف جازم الحروي – صانع تحول

مالك الظرافي يكتب: قراءة في مؤلف جازم الحروي – صانع تحول للمؤرخ بِلال محمود الطيب


مُنذُ الوهلة الأولى لمُشاهدتي صورة لمُؤلّف "جازم الحروي صانع تحوّل" شدّني الفضول لمعرفة ما وراء هذا العنوان البارز لأتعرّف عن كثب عن شخصية أعترف أنني لم أسمع بِها إلاّ من خلال مُؤلّف جازم الحروي للمؤرخ الشاب بلال محمود الطيّب . مما شدّني الولعة أكثر فأكثر لأعرف وأستفيد خصوصاً وأن الشخصية سبتمبرية كما قرأت من منشورات الأخ بلال الطيب.
فهممتُ بقراءة مُقدّمة مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام التي كانت من تقديم رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام الأستاذ/عادل الأحمدي فإذا هي سردية متكاملة عن ما يحويه الكتاب فأمسكُت على نفسي أن أقرأ التقديم لا بُدّ منه فأتممت القراءة ، انطلقت تواً لقراءة تقديم مُؤَلِّف الكتاب الأستاذ/بلال الطيّب، حفزّني تقديمه أكثر فأكثر لقراءة الكتاب راجعت الكتاب مُجدداً لاحظت ُ الفهرس الذي كان في بداية الكتاب من ثمّ بدأت بالإهداء الجميل الذي كان من كلمات الشاعر المُناضل علي بن علي صبرة:
عاد أيلول كالصباح جديداً * في طريقهِ سُحقِت الظلماءُ
يبعث ُ الروح في الوجود ِ ويجري * في دمانا كما يدبُ الشفاء
يُنشُر الحُب والسلام ويبني ***نِعمَ بان ٍ لنا ونِعمَ البناءُ
من خلال لهفتي للوصول إلى آخر الكتاب قررتُ أن أتمم الكتاب دون أن أنظُر كم يحتوي صفحات على الرغم من أنني على عجل ومشغول في الوقت ذاته.
إلاّ أنني أتممت ُ القراءة التي كانت سردية تاريخية ممتازة من كاتب مُتميّز يحاول جاهداً أن يفتّح أعيُن الشباب اليمني بقراءة التاريخ عن قادتهِم التي تعرّضت للخذلان والجحود والإهمال إذ أن الأمر سيان في ذلك، لقد كانت سردية لشخصية سبتمبرية نضالية ، يعشّق الحُرّية والكرامة الإنسانية لأبناء وطنه إذ أنّه جسّد المقولة "في طريق الوصول إلى كُل شي عليك بذل كُل شيء للحصول على كُل شيء" .
لعلّ تساؤل دار بذهني عندما أكملت القراءة هو لماذا مِثل أولئك تمّ تغييبهم عنّا ولم نسمع عنهم ولو بالنِزر القليل، لم نسمع بهم ربمّا بتاتاً كما أسلفت ُ عنّي شخصيا ً لم أسمع بشخصية الشيخ المُناضل جازم الحروي يرحمه ُ اللّه إلاّ منذُ فترة ٍ وجيزة، أين هو دور التربية والتعليم، الإعلام، والثقافة من التعريف بمثل تلِك الشخصيات العملاقة التي ضّحت بالمال والنفس في سبيل أن يروا اليمن حُراً أبيّاً من تسلّط الكهنوت الإمامي الذي أضاق المجتمع اليمني سوء العذاب في الوقت الذي كان يُعايش البذخ الإمام وحاشيته، بالعودة إلى قراءة للكتاب منعا ً للإطالة .
أن ما حفزّني للقراءة هو أن البطل جازم الحروي كان يحملُ همّاً وطنياً كبيراً على كاهله ِ وهو لا ابن العقد الثاني من عُمرهِ ويزيدُ عليها 20 شهرا (22 سنة)إذ كان يحملُ ذلك الهم الذي ساعدهُ في نبوغهِ القيل المناضل كما يُعرف بالأستاذ/محمد أحمد النعمان، القيل المناضل والقاضي والشاعر أبونا محمد محمود الزبيري الذي كانَ رفقاء النضال ومؤسسي الوحِدة الوطنية لمجابهة الإمامة.
إن من خلال قراءتي أتضخ لي الآتي :-
1)أن النِضال الحقيقي هو الإيمان بالقضيّة الجامعة وهي الوطن ومقاومة من يعمل على استبداد شعبنا اليمني مهما بلغت قوّته، وزادت حِدّت سطوته، وكُثر َ جواسيسهُ ومن يعملون لصالحه مهما تهافت المشكِكون والمثبِطون لوأد حركة التغيير الراديكالية الجارفة التي لا تدع من يبقى في طريقها أكان عدواً مُتربّصا، زنبيلاً خلفهُ متمترسا.
2) أن النِضال الحقيقي هو العمل من داخل المناطق التي يُسيطر عليها العدو، ومن قِلاعهِ المُحصّنة بالزنابيل الطيّعة التي لم تحاول إعمال العقل ولو في دقائق معدودة، إذ أن القيل جازم الحروي هو أنموذج فريد في العمل من داخل المناطق التي يُسيطر عليها الإمام الطاغية الهالك يحيى بن حميد الدين كم يزعُم هو ذلك، إذ تمّ سجن القيل الحروي بناء ً على وشاية من زنابيل الإمامة في صنعاء القابعة تحت سيطرة الإمام الطاغية
3) أن بذل كُل شيء هو السبيل الوحيد في الحصول على كُل شيء ولا أرى من وجهة نظري الشخصية أن التخاذُل، والتهاون، وتقاذف المسؤوليات المُلقاة عاتِق الجميع، والتشكيك، والتثبيط في المواقف الشُجاعة هي سبيلٌ زيادة الخِناق على رقابِنا في الحاضِر وأشدّ قتامة ً على الأجيال القادمة في المستقبل، إذ أن ّ روح المقاومة تتجدد ولا تتبدد مهما كانت الظروف قاسية، والمعاناة مُضاعفة، والهزائم متوالية لأن الحق أقوى، والباطل زاهقٌ لا محالة، ولا بُدّ لشمس الوطن الحبيب أن تظهُر مُجدداً، للإذن بانبلاج يوم ٌ أغرّ ك26 من سبتمبر الخالد، وال14 من أكتوبر العظيم
ختاماّ أهنئ الكاتب الحصيف الاستاذ بلال محمود الطيّب بهذا المجهود المُتميّز، لمركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام الذي بات منبراً تنويرياً لمقارعة فلول الإمامة العائدة بعد أن اتضّح للنّاس تاريخهم المليء بالخُرافات، والخُزعبلات، وجرائم الإبادة الجماعية، والتجريف الممنهج للهوية اليمنية، أن مثل تلك مؤلّفات تُساعِد إيجاد جيل متفتق بالتاريخ والفِكر التحرري من الإيديولوجيات المُهجنّة والمؤدلجة للسلاّلة الهاشمية على اليمن، إذ يُساعِد ذلك َ في التعريف برموز الجمهورية المناضلين الذي بات تاريخهم يذبل بسبب الجحود والإهمال، والتشكيك في نضال الأبطال الميامين في كُل التاريخ اليمني القديم والحديث .

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى