[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
اهتمامات

الحديث الأمريكي عن السلام في اليمن

د. لمياء الكندي تكتب: الحديث الأمريكي عن السلام في اليمن


لم يكد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن يأخذ أنفاسه، بعد المعركة الانتخابية حتى بدأت سياسته الخارجية تندفع بقوة تجاه اليمن بحجة إنها تريد نهاية للحرب.
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا وهو ما يعنينا كيمنيين.. على أي قاعدة سياسية سيدفع الأمريكيين إنهاء الحرب وإحلال السلام أو فرض تسوية؟.
وبرأيي، فإن الإدارة الأمريكية قد ستسعى إلى فرض صيغة ما تحت عنوان السلام وليس إحلاله، والفرق بين الإحلال الفعلي للسلام وبين فرض صيغة ما له. والمؤشرات تذهب إلى أن فرضية فرض السلام أو تسوية من نوعا، المعيار الذي تسعى من خلاله هذه الإدارة، دون أن تجد الأرضية المناسبة التي نصل من خلالها إلى سلام عادل يرعى حقوق اليمنيين ودولتهم، سلام يقوم على ذات القوانين الدولية وقرارات المجتمع الدولي التي تفرض حالة الانهزام وتراجع المليشيات الحوثية وتلزمها بتنفيذ انسحابها وتسليم السلاح وتقبل بعودة امنه لكل اليمنيين في الخارج والداخل وضمان أمنهم وأنشطتهم وممارسة كافة حقوقهم الطبيعية.
نحن أمام واقع سياسي مغاير للمرحلة السابقة، لكن يمكن أن نبني عليه من الآن اي تصور للمرحلة القادمة وعلى الحكومة ان تجدد من ثوابتها الوطنية وتحدد طرق وسياسات التعاطي مع هذه المرحلة وان تستعد اكثر من اي وقت مضى لتحمل اي ضغوط محتملة تفرض من كون الحوثيين شركاء طبيعيين في السلام.
نعم نقف مع خيار إنهاء الحرب وليس إيقافها لأن مجرد الضغط لوقف الحرب يعني احتمالية عودتها وبقوة لذا على اليمنيين وعلى العالم أن يفكر في إجراءات من شأنها إنهاء الحرب عبر القضاء على أسبابها، عليهم ان يسعوا إلى إحلال السلام لا فرضه بالقوة.
وعلينا كيمنيين أن نحدد مسارات السلام لا أن تفرض علينا خياراته، وأن نكون فاعلين فيه لا متلقين لمقرراته، كما حدث معنا في اتفاق ستوكهولم.
وهذا لا يعني اننا كشعب وحكومة لا نقف مع السلام ولا إنهاء الحرب، فنحن المتضررون من هذه الحرب ونحن المنفيون خارج بلادهم، ونحن الملاحقون والمعتقلون، ونحن من نهبت بيوتنا وقتل أطفالنا واستبيحت جمهوريتنا، نحن من واجهنا ومن دافعنا ومن دفعنا ثمن الإرهاب الحوثي من امننا واستقرارنا وسلامتنا وحريتنا.
الحرب أعلنها الحوثيون وقاموا بها واذا ما كانت هناك نية لإنهاء الحرب، فيجب أن تنتهي بإقرار وتسليم الحوثيين وانسحابهم وان يكون ذلك وفق مبدأ المحاسبة والإقرار لحقوق الشعب العادلة ونظامهم الجمهوري، مالم فعمر الحرب سيطول وستتجدد وسيظل اليمن بؤرة لحروب لن تنتهي مالم يتم قطع ومنع يد الوكيل الذي يحاربوا الشعب لأجله وقطع اليد التي تصل باعتداءاتها إلى اليمنيين.

عناوين قد تهمك:

زر الذهاب إلى الأعلى