[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
اهتمامات

محمد آل جابر.. الدبلوماسي في ظرف حاسم ودقيق

خديجة السقلدي تكتب حول سفير السعودية لدى اليمن محمد آل جابر: الدبلوماسي في ظرف حاسم ودقيق


لايستطيع المتتبع للأحداث في اليمن أن يمسك باي من تلابيب امورها . أو أن يستنتج حلا لتعقيداتها المتشابكة .

ويرى البعض إن الأمور ستسقط من يديه إن حاول الرقص على رؤوس الثعابين أو دخل مغارات وكهوف حنشان الظمأ القاسية .
لذا فأن أي شخصية تجد نفسها في هذا الخضم من الخلافات قادتها إليها كواليس السياسة لتتسنم دورها في هذا المعترك، فإنها ستجد نفسها عالقة في الجدل الدائر أبدا حول الكثير من الشخصيات . فالبديهة إنه لن يتفقا إثنان بالرأي حول أحد . لاسيما في اللاعبون في خضم من تعقيدات متشابكة مثل اليمن

وهنا نجد إن شخصية السفير السعوي لليمن محمد آل جابر التي تتميز بالظهور المتكرر و اللافت للنظر خلال سنين الحرب في اليمن من واقع خلقته الظروف ولم يكن له بد من اداء دوره كما ينبغي وبما يجب عليه. ولا شك أن وجوده في بلد يخوض ويلات حرب . أن يكون شخصية تتجاذبها الآراء والأطراف والإعلام والمهاترات على نحو لم يسبقه إليه سفير من قبل قط .

قد تكون الصدفة هي من اوقعه في الحرب، ولكنها ليست من اوقعه في شوكة ميزان تقذف به بين كل التيارات وتنتازعه كل منها لصالح هذا وذاك .
لذا فقد وجد نفسه كسفير لخادم الحرمين الشريفين التي تتزعم التحالف العربي لإجتثاث النبتة الشيعية الفارسية من خاصرة العرب في بلد يدفع مواطنوه حياتهم لإستعادة الإرث العربي الحضاري .
وجد نفسه سفيرا محكم عدالة ومتهما وقائد عسكري ومناورا وبانٍ لإعادة إعمار ماتطحنه الحرب .
وجد صعوبة في إرضاء كل الأطراف وكل التيارات وكل الإعلام وكل المطامع الشخصية وكل حالات الإغاثة وكل حالات الإغارة .

ومن وجهة نظره يجد السفير محمد آل جابر إن دوره الكبير جاء في ظروف إستجابة لطلب الحكومة اليمنية من بلاده التدخل العسكري لإنقاذها من التحول لدولة فاشلة مقسمة بين المليشيات وكلاء إيران والمجموعات الإرهابية كتنظيمي القاعدة وداعش . ويرى آل جابر إنه بلاده تمكنت من إخضاع الحوثيين للجلوس إلى طاولة المفاوضات، والتي كانت ترفضها -من قبل - رفضا كليا إلا إن هناك إيجابية النظرة لدور هذا الرجل الدبلوماسي الصعب في اللحظات الحرجة كدبلوماسي غير إعتيادي يعرف أسرار الملفات وعسكري وخبير استراتيجي.

تقلد منصب سفير المملكة العربية السعودية في اليمن في ظرف حاسم ودقيق وبالتزامن مع تحولات سياسية وعسكرية هائلة جعلته في دائرة الضوء من خلال عمله في قلب عملية إستعادة الشرعية في اليمن التي تتولى بلاده فيها قيادة التحالف العربي، ففيما ينظر البعض إليه من جانب سلبي فإن الكثيرين يحملون له الكثير من مشاعر التقدير والمحبة ومشاعر العرفان للمملكة ولقيادتها تجاه مواقفها الداعمة على الدوام لليمن في ظروف وأحداث عصيبة عاشتها اليمن.
البلد الذي قدر له أن يواجه مخاطر كوراث متعددة و في أوقات هي الأكثر صعوبة وتعقيدا في تاريخ اليمن المعاصر أبرزها كارثة الحرب المزلزلة التي أشعلتها المليشيات الحوثية. والتي وضعت البلد على حافة الانهيار الحقيقي لمفهوم الدولة وفقدان الخدمات وشبح المجاعة.

هذا الموقف الحاسم للمملكة العربية السعودية في التصدي لهذا الخطر الحقيقي الناتج عن المليشيات المدعومة إيرانيا. وإسقاط الإنقلاب وتقديم كافة أشكال الدعم للشرعية في إستعادة مؤسسات الدولة وتحرير الأراضي الي جانب الدعم التنموي الذي لم يتوقف. ومكن من منع حدوث الإنهيار الأقتصادي الوشيك الناتج عن حرب المليشيات وكاد أن يقود البلد الي كارثة حقيقة تدفع بالبلد نحو المجاعة وبين كل ذلك الكم من الدعم العسكري والإنساني والإغاثي الذي قدمته المملكة لمنع حالة الأنهيار.
يبرز اسم مجمد آل جابر سفير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للدور الذي قام ويقوم به في تمثيل خادم الحرمين وإبراز الدور المشرق والمضيء للمملكة العربية السعودية في اليمن، بما جسده من مواقف في الميدان قدمت التعبير الصادق عن حجم ومتانة العلاقة بين البلدين. وقدمت لنا الأحداث دبلوماسي ناجح أكثر مقدرة على عكس روئ المملكة والتعامل المسؤول والواعي مع مختلف القضايا والأحداث التي تشهدها الساحة اليمنية والتطورات المتلاحقة في الميدان. وبرز خلالها سعادة السفير كشخص قريب من اليمنيين بمختلف توجهاتهم ملم بكافة التفاصيل التي تقتضيها وظيفته الدبلوماسية ، كممثل لبلد هي الأقرب الي حياة ووجدان اليمنيين أستطاع خلالها سعادته في التمثيل الصادق لخادم الحرمين الشريفين حاملا رسالته الحقيقة لليمنيين المليئة بمشاعر المحبة والتقدير لليمن أرضا وإنسانا.

وظل خلالها سعادة السفير محمد آل جابر نموذج للسفير العاشق لمهنتة الوفي لرسالتها والمخلص في تمثيل قيادة بلده التي أختاراته لهذا المنصب والأكثر قدرة وتعبير عن حجم ومتانة العلاقة التي تربط الشعبين. الأكثر حضورآ في عالم الدبلوماسية والأقرب إلي حياة اليمنيين في الميدان في محنتهم بما يعكس حجم أهتمام خادم الحرمين الشريفين باليمن واليمنيين.
بقى خلاله السفير محمد آل جابر عنوان السلام والمحبة التى تحمله المملكة لليمن، متواجد على أرض الميدان في تقديم الأعمال الإغاثية ومتابعة الشأن اليمني أولا بأول والقريب من اليمنيين بنفس المسافة القريبة بين البلدين اليمن والمملكة وبدافعٍ من قدرٍ عالٍ من محبته لليمن وشعبها وحرصه الدائم والمستمر للوقوف إلي جانب اليمن وشعبها. كدبلوماسي ملم بتفاصيل عمله والأكثر على الأطلاق من جميع السفراء لدول أخرى بقى حضورهم محدود وشكلى معه غابت أسمائهم كما غاب أي دور حقيقي لبلدانهم في أزمة اليمن ومحنتها.

لقد كان جابر يعي مدى صعوبة الدور الذي يلعبه في اوقات غير إعتيادية والتوقيت العنيد الذي تم تعيينه فيه سفيرا قبيل أيام عشرة من إنقلاب الحوثي على السلطة وتقويض الدولة، إلا إنه أستطاع بمهاراته التي ظهرت في اللحظات الحرجة التي أثبت فيها كفاءة نادرة وقدرة فائقة على التعامل مع الأزمات وأستطاع أن يقوم بدور دبلوماسي وسياسي مهم ومتميز فيما يتعلق بالترتيب مع الشرعية اليمنية.
وفي سبيل ذلك ساهم بشكل ملموس في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء اليمنيين من الأحزاب والتنظيمات السياسية، وكذا حشد التأييد لحكومة رئيس الوزراء اليمني السابق خالد بحاح التي انقلب عليها الحوثيون في سبتمبر 2014، وفي الجانب الإنساني قام آل جابر بدور مهم في الإشراف على عمليات الإغاثة السعودية والخليجية لليمن في يناير 2015 قبل انطلاق عاصفة الحزم بشهرين.
قبل العاصفة.
مكّنه قربه من دائرة الأحداث من تحقيق نصر دبلوماسي سعودي مهم بصفته السفير العربي الوحيد الذي تواجد وبكامل أعضاء بعثته في العاصمة المؤقتة عدن إلى جانب الرئيس اليمني عندما تمكن من الخروج من صنعاء إلى عدن، وهو الموقف الذي كان له بالغ الأثر في دعم الشرعية اليمنية في أحلك ظروفها.

الدبلوماسية هي المجال الذي يبحر فيه آل جابر عقب توليه رئاسة البعثة السعودية في اليمن، لتكون من أهم الأعمال التي يتولاها رئاسته للوفد السعودي في مشاورات السلام اليمنية في جنيف والكويت وتمثيله لوزارة الدفاع السعودية في المحادثات الرباعية بشأن أمن الحدود في الولايات المتحدة الأميركية

ومع إقتراب ميليشيا الحوثي من العاصمة عدن التي كان الرئيس عبدربه منصور هادي يتواجد فيها، إستدعى آل جابر خبراته العسكرية والإستخبارية المتراكمة حيث قاد أول عملية إجلاء دبلوماسي سعودي وبشكل ناجح وفي توقيت بالغ الخطورة وظهر في صور مسرّبة وهو يقود عملية إخلاء سريعة لأعضاء البعثة السعودية والعديد من الدبلوماسيين الخليجيين والعرب والإعلاميين من 11 جنسية في عملية محكمة وآمنة وخرج بهم في سفن مستأجرة حتى التقى بالقوات البحرية السعودية التي كانت قريبة من الميناء

وسرد آل جابر في وقت لاحق تفاصيل عملية الإخلاء في أحاديث صحافية والجو الذي كانت تعيشه مدينة عدن لحظة مغادرة البعثات الدبلوماسية قائلاً :كانت معنا أسلحة للدفاع عن أنفسنا وخرجنا رغم إطلاق النار الذي كانت تشهده عدن، والتهديدات التي تصلنا يوميا. وقد كان هناك تنسيق عالي المستوى تقوم به وزارتا الخارجية والدفاع حتى وصلنا إلى الميناء، وهناك كانت القوات البحرية الملكية إلى جانب القوات الخاصة السعودية بكامل عتادها في إستقبالنا، بعدها أستقللنا السفن بشكل آمن دون وقوع إصابات" .
ترافقت عاصفة الحزم التي أعلن عنها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن مع عاصفة دبلوماسية وسياسية قامت بها الرياض وكان آل جابر أحد أبطالها، وأخذ يقوم بأدوار متعددة في الجانب السياسي والدبلوماسي لكشف الإنقلاب للعالم وتقديم صورة واضحة عن أهداف عاصفة الحزم، وقد مثلت تصريحاته ولقاءاته الصحافية مادة مهمة للإعلام اليمني والعربي والدولي حول ما يجري في اليمن.

 

زر الذهاب إلى الأعلى