[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

الجزيرة.. من تقمص دور القاضي إلى التصرف كمتهم

غائب حواس يكتب: الجزيرة.. من تقمص دور القاضي إلى التصرف كمتهم


هناك علاقة طردية في الوعي العربي بين سقوط أقنعة إيران وبين سقوط الجزيرة .. كلما تصاعد وعي الجمهور العربي ضد همجية مغول إيران كلما اكتشفوا بأثرٍ رجعي كم كانت الجزيرة منصة لهؤلاء المغول حتى صار المواطن العربي يحاسب الجزيرة ليس على أداء اليوم فحسب بل على ما سبق من السنين كرستها لترسيخ منظومة إيران ومعمميها في الوعي العربي على أنهم محور الممانعة ضد الصهيونية والصهينة !

بالطبع هذا السياق لا علاقة له البتّة بما حدث بين الخليجيين من خلاف أو أن ذلك هو نتيجة اصداء الإعلام الخليجي المضاد لقطر وجزيرتها فقنوات خليجية سعودية وإماراتية كالعربية ومجموعة ال إم بي سي دأبت بشكل أو بآخر مثلها مثل الجزيرة على خدمة المشروع الإيراني والتوطئة له بل والتواطؤ معه .

لقد أصبح الشعب العربي اليوم أكثر وعياً ضد منصات إيران المرحلية فمنظومة الشيعة في العراق وسوريا ولبنان التي قتلت 5 مليون من العرب السنة في العراق والشام ، وهجّروا 16 مليوناً مما يسمى حوض دجلة والفرات في العراق وسورية هؤلاء لم يعد لا ليبرالية الرياض وأبوظبي ولا إخوان وشيعة قناة الجزيرة ولا حماس والجهاد ولا أردوغان وأرطرغل قادرون على مواصلة الترويج لميليشيات إيران التي قتلت وهجّرت كل تلك الافواج البشرية في العراق والشام إمّا بتغييبهم تحت تراب الأرض في المقابر الجماعية أو بتشردهم فوقها وإجلائهم عنها . وكل ذنبهم أنهم عربٌ وأنهم سنّة ولا صدّامَ لهم .

قد يسأل البعض مثلاً عن سرّ حساسية المواطن العربي تجاه خطاب الجزيرة أو تغطيتها فالسبب ليس هو تأثير الموقف السعودي كما يحلو للجزيريين تصويره بل السبب أن المشاهد العربي الذي شاهد قاسم سليماني وسمير القنطار وهم يحصدون أعناق آلاف الأطفال في سوريا ثم يشاهد حماس وهي تعزي "هولاكو" سليماني في وفاة أبيه وتعزي حسن زميرة في مقتل القنطار في سورية أو يشاهد الجزيرة وهي تعرض حجج خامنئي ضد المتظاهرين هنا لا ينظر المشاهد العربي إلى حجج خامنئي على الجزيرة منفصلاً عن ماضي الجزيرة مع إيران بل يحاسبها في وعيه وتلقائيّاً على ماضي الترويج الذي كانت فيه منصة إيرانية بامتياز .

والعربي نفسه لا يمكن وهو يشاهد سليماني يحرث سورية ليدفن وجهها العربي ويستزرع سوريا أخرى وعراقاً آخر يتقبلان المتعة مع الفرس عن رضا واختيار كما يتقبله نصرالله في الضاحية الجنوبية ثم يرى هذا الفرد العربي الذي له ذاكرة وهوية وكرامة لا يتقبل أن يرى لا حماس ولا غير حماس وهي تقف معزية سليماني في وفاة جنده أو أقاربه مهما كانت المعاذير فليس دم عشرات الفلسطينيين أغلى من دم الملايين من العراقيين والسوريين وبخاصة وقد عرف هذا المواطن العربي أن من قتلهم سليماني وقومه وشيعته من العراقيين والسوريين في خمس سنوات اكثر ممن قتلهم الكيان الصهيوني من الفلسطينيين في سبعين عاماً ، بل الفلسطينيون أنفسهم المعروفين بفلسطينيي العراق كانوا،
وبحسب تقرير مراسل الجزيرة نفسها من مخيم النازحين الفلسطينيين العالقين في منطقة القائم بين العراق وسوريا هروباً من جحيم أحباب خالد مشعل الشيعة في العراق كان قد بلغ عدد القتلى منهم إلى عام 2007م فقط 16 ألف فلسطينياً كان ذنبهم فقط حسب مدير مكتب الصدر الذي اتصلت به مذيعة الجزيرة لتعطيه الفرصة لتكذيب الخبر فاجأها معللاً جريمة الفلسطينيين أن "هؤلاء كانوا يحظون بأفضلية وأولوية من قبل النظام البائد" ،
والنظام البائد هنا هو نظام صدام الذي ما برحت الجزيرة ولا انفكت عن تشويهه والأخذ فيه بمذهب إخوان العراق الذين كان لهم قدم السبق في الشراكة مع آل بيت السيستاني والحكيم والصدر والخوئي وكاشف الغطاء في التهافت على مواطئ نعال بريمر فكان محسن عبدالحميد المحاضر الزائر لجامعة الإيمان في صنعاء عام 2002م عضواً بريمريّاً في مجلس حكم بريمر عام 2003م ذلك المجلس الذي يمثل الوجه الآخر لأبي غريب والذي داب نوري المرادي على نعت أعضائه بغلمان الإحتلال وعلى تسمية دورته الرئاسية بالدورة الشهرية .

لا تظنن أنك ذهبت بعيداً عن جادة الموضوع فهي شبكات متداخلة مترابطة تتناسل وتتكاثر تحت رعاية الزواج الحرام بين شيعة إيران وصهاينة الغرب القادم من حيث قدم خميني وبوارج أسياده من بعده لضرب العراق العربي عراق صدام حسين .

 

  • يناير 2018

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى