[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراءأبحاث

الدكتور مقبل التام الأحمدي علم من أعلام اليمن

عبد الباري طاهر يكتب: الدكتور مقبل التام الأحمدي علم من أعلام اليمن


الدكتور مقبل التام الأحمدي عالم مجتهد وباحث مهم ومحقق بارع. أخلص للمعرفة والعلم والتنقيب عن الكنوز اليمنية، وعن إرث اليمن التاريخي والحضاري. أطروحتاه العلميتان: الماجستير، والدكتوراه عن شعراء مذحج وحمير وأشعارهم في الجاهلية والإسلام ويقع الأخير في عدة مجلدات.

حقق العديد من الكنوز الأدبية والتاريخية: "نسب عدنان وقحطان" للمبرد، و"المقالة العاشرة" في علم الفلك للهمداني، وأعاد نشر "صفة جزيرة العرب" للهمداني الذي قام بتحقيقه المستشرق مولر سنة 1884م، كما قام الباحث بوضع فهارس تقع في عدة مجلدات لتاج العروس للمرتضى الزبيدي، وهو الآن يحقق أشعار أبي محمد الحسن بن أحمد الهمداني.

تحقيق كتاب "أخبار الزيدية المطرفية" من الإنجازات المهمة؛ فالمطرفية فرقة من فرق الزيدية تعرضت لما يقرب من حرب إبادة علي يد المنصور عبد الله بن حمزة، وطمست آثارهم، ومحي تاريخهم واجتهاداتهم المعرفية التي كانت في القرن السادس الهجري تمثل استنارة في العالم الإسلامي، وقد دافع عنهم الدكتور علي محمد زيد والدكتورة سلوى المؤيد والأستاذان زيد الوزير ومحمد عزان.

الدكتور التام علامة مجتهد، وفقيه لغوي، بحث بدأب ومثابرة عن تاريخ المطرفية، وعثر على المخطوطة اليتيمة، وهو تاريخ نادر يعود الفضل للتام في التنقيب عنه وتحقيقه وإصداره.

الكتاب متوسط الحجم يقع في 673 صفحة، يقوم الدكتور أولاً بالترجمة للمؤلف، فيأتي على ذكر سيرته ومكانته الأدبية والعلمية وتاريخ تحصيله المعرفي وانتمائه للمطرفية وأشعاره وآثاره، ويأتي على ذكر كتابه "المثلين" الذي عثر على نسخة يتيمة منه في ليبيا حققها ودرسها الدكتور فيصل الحداد كرسالة جامعية.

أما أخبار الزيدية في اليمن، وهو ما انتهى إليه " البعض منه "، فهو الجزء الرابع، ويشير الدكتور أن مسلم اللحجي في هذا الجزء قد قام بسبع وثمانين ترجمة، اثنتان وسبعون ترجمة مفردة أولها ترجمة محمد بن أحمد العلوي، وأخرها ترجمة ابني الصيني، وابني الريان، وابني رزين، والشريفين، وابني عبد الحميد، وابني مطرف وترجمة مثلثة هي ترجمة الفقهاء الأخوة اليحيريين، مؤكداً أنه أخرج النص سليماً معافى، وضبطه ضبطاً وافياً، ويشير أن النص عج بالأشعار والأراجيز، حريصاً على بقائه نصاً غير محشو بالنقولات، ذاكراً - حسب نص مسلم- أنه اشتمل على خمس طبقات،

ثم يذكر أن محمد بن إبراهيم الوزير، وهو عالم مجتهد ومجدد في رأس قائمة دعاة التجديد والاجتهاد- في مقدمة الكتاب - رغم إشادته بإجادة كتاب الطبقات إلا أنه عاب على مسلم أنه اقتصر على أهل مذهبه، بحسب ما ذكره أحمد بن عبد الله الوزير في تاريخه، وذكره مفصلاً بحسب إشارة المحقق المؤرخ يحيى بن الحسين.

يشير الدكتور مقبل بالتفصيل إلى الأربع الطبقات التي يتناولها التاريخ، وفي نهاية المقدمة الضافية يشير اإلى كتاب مذكور خبره محجوب أثره من كتب مسلم وهو "الأترجة"، حيث يشير المحقق أن ياقوت الحموي قد ذكره أثناء ترجمته لمسلم، والحقيقة أن مجرد التنقيب والبحث والكشف عن تاريخ مسلم اللحجي إنجاز رائع، ويأتي التحقيق لهذا الكنز الدفين الإنجاز الأكثر أهمية.

الدكتور مقبل عالم وباحث ومجد ومجتهد ينقب عن الكنوز المخفية، وأذكر أثناء عمله في وزارة الثقافة كوكيل لشئون المخطوطات ودور الكتب مدى اجتهاده وبحثه عن المخطوطات اليمنية وحفظها والحرص على صيانتها، وكان- رعاه الله- يحظى بحب واحترام وثقة أصحاب المخطوطات الذين يسلمونه طواعية عشرات المخطوطات النادرة،

وأذكر مدى بحثه الدائم عن الأجزاء المفقودة من الإكليل، وفي آخر مكالمة لي معه من قطر قال لي: إن اختفاء المخطوط اليمني يعود في جانب مهم إلى عدم جديتنا في البحث عنه، ولو بحثنا عنه لوجدناه، وهو محقق لا يتكلم إلا عن تجربة عملية في البحث عن الكنوز المخفية والعثور عليها ولو بعد جهد ومكابدة .

الكتاب (أخبار الزيدية)

يأتي المقدم على الكتاب على هجر المطرفية، ووصف المخطوطة، وقبلها يتناول الزيدية، ووقت ظهور المطرفية، وانقسامها إلى قسمين كلاهما من شيعة الهادي يحيى بن الحسين هما: المخترعة، والمطرفية نسبة إلى مطرف بن شهاب من رجال القرن الخامس الهجري، ويشتمل الكتاب على تراجم وأخبار الطبقة الثالثة من الزيدية والطبقة الرابعة والطبقة الخامسة.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى