[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
اهتمامات

وما أدراك ما البلق!

مالك الظرافي يكتب: وما أدراك ما البلق!

دائماً ما تُفضّل الثعابين أن تعيش في الكهوف، وإن خرجت من غير كهوفِها تلاقي الموت الحتمي وإن طال غيابها عن كهوفها.

إنّها ثعابين الإمامة! مهما عفوت ُ عنها، وبادلتها السلام، ومنحتها السِلم. لن ترضى عنّك الإمامة حتّى تكون عبداً خائراً لها!
عندما تمّ الانتصار عليها إبّان الثورة السبتمبرية الخالدة، منحهم اليمنيون السِلم، وأعطاهم الأمان والاستقرار من القتال باليمنيين في معاركهم العبثية، تحت مُبررات واهنة.
لقد منحتهم سبتمبر الأمان والاستقرار على الرغم من إنّه ينبغي محاسبتهم، وتطبيق الأحكام التي يستحقونها، إسوةً بكُلّ ظالم ٍ جبّار
ما فعلته الثورة العُظمى الفرنسية "بالِملكة ماريا انطوانيت مثالا "إلاّ أن ّ رحمة الثّوار بهِم، لم يستغلّوها في الطريق السليم، لقد أرادوا أن يكونوا ثعابين يعيشون الكهوف، قُطّاع طُرق، إرهابيين، قتلة.
بعد سنوات الثورة، عادوا ليستقطعوا أرضاً يمنية، لتكون أرضاً خصبة لقتالهم النظام الجمهوري وثوّار سبتمبر الخالدين..
لقد استقطعوا البلق! وما أدرآك ما البلق! لقد استقدموا أسلحة ٍ عُدّة، وعتاد، وأعداد من المرتزقة والعُملاء والخونة!
إن التاريخ يُكرر نفسه، لأجل نقتنص الفُرصة في اجتثاث تلِك الأفكار الهدّامة والمُنحرفة، إن لم يكُن نجتّثهم جميعاً
إذ لو تعمّقنا قليلاً لو وجدناها كامنة ً في سيكولوجياتِهم. إن من قرأ عن الإماميين تجدهم ليسوا يستعدوننا، ويستعدوا اليمنيين بأفكارِهم، إذ سنُناقشها، ونتجادل فيها، ونُدّعم حُجيّتنا بالحُجج والبراهين! بل في نفسياتِهمْ يستعدون اليمنيين!

عاد الإماميون ليُقاتلوا الدولة، ويستعدوا الثورة. لقد شكّلوا عصابات ملشياوية، وقاعدة إرهابية، ومن أين من البلق!
لقد جاءوا بسلاحٍ يفوق سلاح الدولة الفتيّة حينذاك. لولا أن زخم الثورة لا زال أثيره باقياً.
يقول الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد:

" أن معركة البلق وحدّت شعبنا، ونظامينا الجمهوريين في صنعاء وعدن، وكانت حملة بطولية في قتال العدو بتعاون المواطنين، لقد شكّلنا غُرفة عمليات مشتركة بين حكومة الجمهورية العربية اليمنية في صنعاء، وحكومة جمهورية اليمن الديمقراطية في عدن، لقد أستشعرنا خطورة تواجدهم في البلق على دولتينا في اليمن".

إنّهم لخطرٌ مُحدِق حقيقة ً!، لقد شكلّوا لهم قاعدة ً وكهوف ٍ تليقُ بطبيعة حياتهم
لقد جعلوا من البلق قاعدة لتدريب قوّاتهم ، وخزن مؤنهم، وأسلحتهم، حتّى لخزن مشروباتهم الروحية!

لا غرابة اليوم ما يفعله الحوثيين من استرزاقٌ وعمالة مع الدول التي تُزعزعُ أمن ال منطقة العربية، واليمنية على وجه الخصوص، فقد فعل ذلك أجدادهم في البلق وحِصار السبعين.

لقد وجِد بحوزتهم أسلحةً لم يستطيع الجيش اليمني أن يأخذها من كثرتها، ووثائق سرية تنفيذاً لمخططات تستهدف الثورتين، والشعب اليمني، والمنطقة ِ العربية، بل والإفريقية ِ برُمتّها. إنّهم لا يكترثون في سبيل أهدافهم، والبوحُ بنذالتِهم، وإظهار نواياهُم الخبيثة.

إن اليمنيين نادراً ما يتحدوّن في المعارك المصيرية
ففي معركة البلق وحدّت الشعب اليمني آنذاك لقتال الإماميين، والمرتزقة والخونة والعُملاء!
إذ هبّت حكومة جمهورية اليمن الديمقراطية لقتالهم مساندة ًّ لصنعاء.

كم كانت اللُحمة الوطنية قوّية، وكم كانت القرارات حازمة، وحاسمة، ولا يوجد هُناك تهاون في المواقف، وفجور ٍ في الخصومة
لقد كانوا يتسابقون إلى ميادين الوغى وكأنّهم في مارثون لا معركة!

يقول الشاعر الكبير
علي مهدي الشنواح في تفصيل دقيق للمعركة آنذاك
سقط البلق . . . سقط العميل المرتزق.
سقطت معاقل حُفنة الإقطاع والمستثمرون!
والوحدة الوطنية" العمياء " والإنقاذ والمتخاذلون!
سقطت شرق. . . سقط البلق . . . سقط السرق.

سقط العميل المرتزق.
سقطت تماثيل الورق.
ومن ألف شهيد حولي يهتفون ويرددون
إنّ العدوّ جبان لا تخشوا العميل وهُناك سيّدهُ . . . بواشنطن ذليل!
هذا العميل المرتزق.
وكُلّ أفواج السرق.

عناوين ذات صلة:

 

زر الذهاب إلى الأعلى