[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

طارق صالح.. خطاب القضية والهوية

عادل الأحمدي يكتب حول: طارق صالح.. خطاب القضية والهوية


"هوية اليمن تتعرض للتجريف الحوثي تحت مبرر الهوية الإيمانية، وألغى الكهنوت تاريخ اليمن ليبدأ فقط مع ظهور حسين بدر الدين في مران. يقوم الكهنوت الحوثي بغرس الأفكار الظلامية والضلالية وتشييع المجتمع اليمني وجعله مجرد سخرة لطبقة معينة ولسلالة معينة يدعون الحق الإلهي في حكم اليمن.

يعمل الكهنوت الحوثي على تجريف الهوية اليمنية؛ تاريخ سبأ وحمير، حضارة اليمنيين الذين آمنوا برسالة محمد عليه الصلاة والسلام، ويتحدث عن ما بعد ظهور الإمام الهادي. نقاتل لتحرير بلادنا وعودتنا إلى مساكننا ولتحرير إخوتنا تحت الصلف الحوثي، من يعانون اليوم من الإذلال الذي لم يعرفه أبناء القبائل اليمنية على مر التاريخ."

الفقرة السابقة كانت من خطاب لرئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية العميد طارق صالح في خطابه يوم أمس، الثلاثاء، حينما قرأت هذه الفقرة واطلعت على هذا الخطاب قمت بزيارة تفقدية لبعض مواقع التواصل الاجتماعي لكي أرى ما الذي علق به الناشطون والكتاب على هذا الخطاب فلم أجد الا ثناءً محدودا من قبل أشخاص محسوبين على المقاومة الوطنية، بينما الآخرون في حقيقة الأمر نوعان، الأول لم يطلع على الخطاب أصلا، والنوع الآخر لم يعلق على الخطاب رغم أنه سمعه وأعجب به.

من ذلك عرفت لماذا نحن في اليمن تنحصر لدينا دائرة الأداءت الطيبة وتتوسع دائرة الأداءات اللامبالية والتي لا تعمل للمجتمع ولا للتاريخ أي حساب، والسبب أننا لا نثمن المواقف الطيبة ولا نثمن المواقف الوطنية الشامخة التي يجب علينا أن نقول فيها لمن أحسن أحسنت مثلما يجب علينا أن نقول للمسيء أسأت.

ومن هنا أقول للعميد طارق صالح لقد أحسنت، أنت في الطريق السليم ولا يؤلمنك أبدا ألا يحتفى ويشيد بمثل هكذا خطاب. وأعلم أنك في الطريق السليم وعلم أن هناك الكثيرين ممن يؤيدون هذا المنحى ولا يجدون وسيلة لتصل تعابيرهم وعرفانهم إلى مسامعك.

إن أي قائد عسكري أو مدني يحمل هذه اللغة التي تتحدث عن الهوية والتاريخ وتعمل حساب المستقبل يفترض أن نقف إلى جانبه ويفترض أن نشد من أزره، فهذا هو الخطاب الذي يحتاجه الحاضر، هذا هو الخطاب الذي يصنع السياسة السليمة وليس مجرد خطاب في الهواء، بالعكس، هذا الخطاب هو السياسة التي يعتمدها صاحبها ويسير وفق سطورها وهداها.

تحية لطارق ولكل قائد سياسي من أي توجه أو من أي حزب كان، يحمل هم هذا الوطن في وجه المحاولة الكهنوتية الغاشمة التي يجب أن نوقن نحن كيمنيين أنها ستكون معركة فاصلة بيننا وبين الكهنوت ولن يعود الكهنوت بعدها مرة أخرى لتنغيص حياتنا من جديد.

عناوين ذات صلة:

 

الوسوم
زر الذهاب إلى الأعلى