[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
اهتمامات

الدكتور مفيد نعمان.. ومثله الكثير

خالد سلمان يكتب عن: الدكتور مفيد نعمان.. ومثله الكثير


د. مفيد نعمان اليوسفي أستاذ جامعي فنان، تاريخ حافل بالزهو والعطاء، متخم بالقهر وقلة الحيلة، هو الآخر على وشك أن يلحق بزميله رشاد اسماعيل، والبقية تتبع في الحال.

الحكومة سادية تستمتع وهي ترانا ننثر وجعنا على طاولة الرجاء الرسمي، مسبوقة ب: انقذوا عالجوا اصرفوا، لا تدعوهم يموتون جوعاً وحسرة.

إن لم تكن لدينا حكومة تستمزج ذبحنا، لما جعلتنا كل يوم نعرض قطعة من وجعنا الصاخب، ولبادرت بحل مشاكل الفنانين دفعة واحدة. حتى مفردة (مشاكل) كلمة فيها الكثير من المبالغة، إنها حقوق وليست إعطائية أمير حكم أو خليفة سلطة. عيب أن نتوسلكم (ولن نفعل)، أن تصرفوا رواتب الفنانين.

شعرت بحزن شديد حد الخجل، من قامة إبداعية كالدكتور مفيد، وأنا اقلب سيرته كمؤسس لصرح الفن التشكيلي، حاضر بكثافة منذ السبعينات في كل الفعاليات الإبداعية، من المراسم إلى الصحف إلى قاعات الدرس في جامعة إب، تملكنا إحساس أن في اليمن مذبحة فنانين، وبإصرار مرضي وبروحية بشعة مهينة، وإلا لما جعلوا دكتوراً كمفيد نعمان يستنجد بتاريخه، عله يشفع له بصرف راتب، يحد من تنمر صاحب الشقة، وتململ بائع العيش ونفاذ صبر المُدين.

من عبدالله المجاهد إلى رشاد اسماعيل إلى الدكتور الأستاذ الجامعي مفيد إلى كل فناني اليمن المنكوبين بحكومة تحمل ملامح كآبة قاتل وخدر المشاعر، وغياب قيم المسؤولية والعيب والإحساس بوخز الضمير، أوقفوا هرس الفنانين تحت أقدام العوز، اصرفوا رواتبهم، كفانا قنصاً حد القتل المتعمد، لنجوم مضيئة في سماء وطن ملبد بالموت والقهر، بالبارود والعسف والحاجة.

لا معنى لوزارة ثقافة تصنع في أرواحنا كل هذا الدمار.

- الصورة: د. مفيد نعمان

صفحة الكاتب

زر الذهاب إلى الأعلى