[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

المدرسة العدينية في الغناء.. مشاهيرها ودعوة لتوثيقها

د. فيصل بن محمد العواضي يكتب عن: المدرسة العدينية في الغناء.. مشاهيرها ودعوة لتوثيقها


مبعث هذا المقال مراسلة دارت بيني وبين الزميل المبدع الأستاذ القدير عادل الأحمدي الذي طلب مني الكتابة عن المدرسة الغنائية العدينية وأبرز المنتمين اليها مع أن الأمر كان يراودني منذ فترة طويلة خاصة أن هناك عددا من فناني اليمن الكبار أدوا ألحانا عدينية أمثال علي بن علي الانسي وعلي عبدالله السمة وأحمد السنيدار وأيوب طارش وغيرهم على أنها ألحان تراثية دون الإشارة إلى موطن هذا التراث كما هو الحال مع التراث الصنعاني الذي يكاد يتغول ويبتلع بقية ألوان التراث اليمني.
وقبل الدخول في تفاصيل الموضوع أذكر القارئ الكريم بالزفة العدينية التي طالما رافقتنا في أعراسنا والتي هي من العناوين البارزة للمدرسة الغنائية العدينية.
يمكن لي القول بداية أن أقرب بداية أستطيع أن أؤسس عليها المدرسة العدينية هما لحنان أو مقامان بألحان مختلفة.. اللحن الأول هو لحن فاضل يقول لفنان اسمه فاضل ومطلع هذا المقام:
فاضل يقول سعر البنات من كم
كما كنت أسمع ذلك وأنا صغير في منطقتي بني عواض العدين. وقد غنى على هذا اللحن المرحوم علي بن علي الانسي أغنية "أهلا بمن داس العذول واقبل"، تسجيلها القديم كما غنى عليها الفنان أيوب طارش أغنية "شد الوتر" وأحمد السنيدار "وحدي أنا".. ويطول بنا المقام لو تتبعنا ذلك.
أما اللحن الثاني فهو لحن ذابل لفنان اسمه ذابل بن علي ومن أشهر الكلمات المغناة عليه:
يالله بالمطر من طالع يسقي قعطبة والضالع
لكن ربما لم تكن شهرة ذابل بمستوى شهرة فاضل بيد أن له حضورا في الذاكرة الغنائية الشعبية بدليل هذا النص:
وا ذابل علي بن دنّه
اسقنّه يا بنات اسقنّه
واسقنّه لما ترونّه
اسقنه بالقاف المكسورة والنون المشددة وأقرب ما يمكن أن يقال عن لحن ذابل أغنية عبدالرحمن الأخفش:
محبوبي جزع ما قال لي
صرف القرش ما يعمل لي
وقد كانوا في منطقتنا إذا برع أحد في الغناء يلقبونه فاضل أو ذابل.
وإلى جانب الغناء العديني هناك رقصات خاصة بالمنطقة حيث كانوا يسمون الرقص لعبة ولم يكن الرقص الصنعاني معروفا في مناطقنا إلا من بعد ظهور التلفريون وقد عثرت على أغنية يؤديها فنانون يهود يمنيون في إسرائيل بلحن ورقص وأزياء عدينية هي أغنية:
شن المطر والرعد والزنينة
موجودة على اليوتيوب لمن يريد الرجوع إليها.
وقد برز في إطار هذه المدرسة عدد من الأصوات وخاصة النسائية ساذكر منهن خمسة أسماء كانت متداولة في المنطقة. وأول هذه الأصوات بنت عبشان وكانت كما عرفت من مذيخرة العدين وتشتغل (مجازعة) أي مرافقة للعروسة وتفرض عليها مهنتها أن تجيد الغناء وربما كانت لها تسجيلات على أقدم جيل من البك اب الذي كان يسمى بكم. فهناك جيل أو موديل كان يعمل عبر ريل يعمل على ركني الجهاز المربع وأظن أني استمعت اليها وأنا طفل من خلال شخص زارنا ومعه البكم وطبعا كانت مهنة الغناء عيبا، فلم تكن تشتغل بها إلا أمثال بنت عبشان أو من يسمونهن المزينات.
بعد بنت عبشان يمكن القول إن نعايم بنت شريان كانت الثانية وقد أدركت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ولها أغنية مشهورة عن الثورة لكن للأسف لا يوجد غير كلماتها على الانترنت وقد قام باحث لبناني ومن خلال عثوره على أسطوانة فيها ٦ اغان لنعايم بنت شريان بتقديم رسالة دكتوراة في الموسيقى بعنوان الايقاعات العدينية في أغاني نعايم بنت شريان ونال عليها الدكتوراة مع مرتبة الشرف من جامعة السوربون الفرنسية.
اما ثالث هذه الأصوات فهي الفنانة ذائعة الصيت أو الملقبة بسيدة الاعراس اليمنية المرحومة منى علي وأغلب أغانيها موجودة على اليوتوب.
يلي منى علي الفنانة فايزة عبدالله وهي معروفة ولها أغانٍ على اليوتيوب وطبعا كل أغانيها ألحان عدينية.
وآخر هذه الأصوات هي الفنانة رجاء علي وهي شقيقة الفنانة منى علي ولها أغان موجودة على اليوتيوب.
يتسم أداء هؤلاء الفنانات للألحان العدينية بالحفاظ على اللهجة الأصلية وأن هذه الأغاني كلماتها من البيئة أي أنهن لم يغنين لشعراء معروفين إلا فيما ندر وتمثل الألحان والكلمات والمفردات مجالا خصبا للبحث أتمنى أن يلتفت إليه الباحثون.
أختتم هذه المقالة بالدعوة لتوثيق هذه المدرسة الغنائية الغنية بالأصالة وأدعو كل من لديه تسجيلات للفنانات اللواتي ذكرتهن أو فنانين أن يتواصل مع مركز نشوان بن سعيد الحميري لتوثيق هذه التسجيلات قبل أن تصبح أثرا بعد عين.
كما أدعو كل من لديه معلومات حول الموضوع ذاته أن لا يبخل بها ويتقدم بها إلى المركز مع تأكيدي أن ما كتبته في هذا المقال ليس بحثا علميا وإنما استرجاع بعض ما في الذاكرة وقد يكون هناك خطأ أو قصور فليعذر من وجد ذلك.

عناوين ذات صلة:

الوسوم
زر الذهاب إلى الأعلى