[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

علينا أن نتعلم من الفلسطينيين دروس حفظ الهوية

نبيل البكيري يكتب: علينا أن نتعلم من الفلسطينيين دروس حفظ الهوية


ما قام به الفلسطينيون تجاه فلسطين فكريا وثقافيا وتاريخيا خلال النصف القرن الماضي، شيء عظيم وجبار، لا يمكن أن تخطئوه عين باحث ومنصف في كل المجالات.
فبحثيا وتوثيقيا أنشأوا مؤسسات بحثية عملاقة كمؤسسة الدارسات الفلسطينية وغيرها و التي وثقت كل تفاصيل الذاكرة الفلسطينية، وحينما أقول كل تفاصيل فعلا كل التفاصيل من الاشخاص إلى القرى والمدن والأسر والالقاب والعائلات والمشردين والمنفيين والسجناء والشهداء، وكل فلسطيني في الداخل والخارج الفلسطيني.
وثقوا الأغاني والأناشيد والأهازيج في المواسم والأعراس والأعياد وكل المناسبات، وثقوا الحكايات والأمثال والقصص و المرويات الشعبية حول كل شيء.
وثقوا الرقصات والمناسبات الاجتماعية والفلاحية والدينية والزراعية وكل ما له علاقة بتراث هذه البلاد، حتى الطبخ والأكلات الشعبية وثقوها، وكتبوا بعد ذلك الروايات والأشعار التي تتغنى بكل شيء في هذا البلد الجميل.
ليس هذا فحسب بل جعلوا من التحصيل العلمي والأكاديمي هو المقياس الحقيقي لفلسطينيتك، وانتشروا في معظم الأكايديمات العالمية في الشرق والغرب وأمريكا وغيرها وعملوا على تأهيل الأجيال الفلسطينية من خلال الحصول مقاعد لتأهيل الشباب الفلسطيني في عدد كبير من الاكاديميات العربية والغربية و في كل الجامعات المهمة في الغرب.
ما قاموا به خلال نصف القرن الماضي شيء يستحق الإحترام والإجلال بخصوص حفاظهم الهوية والذاكرة الفلسطينية حية، ليس هذا فحسب، ففي الأدب انتجوا لنا غسان كنفاني ودرويش وسميح القاسم و سلمى الجيوسي وابراهيم صنع الله ومريد البرغوثي ووليد سيف وعددا من المفكرين والأدباء والكتاب الفلسطنيين الذين ظلوا ملهمين وحاملين رأية القضية الفلسطينية في كل المحافل من جورج حبش إلى أبو عمار إلى خليل الوزير وقبله القسام وعبد القادر الحسيني وأحمد ياسين والرنتيسي وعياش وغيرهم الكثير من أعلام فلسطين مسيحييهم ومسلميهم.
وبهذا احتفظوا بالهوية والذاكرة الفلسطينية حية ويقظة، وبقيت القضية الفلسطينية رغم كل خلافاتهم الايديولوجية هي بوصلة الكفاح والنضال الفلسطيني، ورغم هذا الانقسام بقيت فلسطين بوصلتهم الدائمة، وبقيت حية ولم تمت في عقولهم وضمائرهم وحتى أؤلئك الذين ولدوا وماتوا في الشتات.
فحري بنا اليوم كأصحاب قضية وفي المقدمة نحن اليمنيين أن نتعلم الدرسة جيدا من الفلسطنيين في الحفاظ على الهوية اليمنية كوقود لمعركة استعادة اليمن من أقذر عصابة عنصرية لا تختلف كثيرا عن الصهيونية.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى