[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
اهتمامات

الوحدة قدر اليمنيين الطبيعي

د. لمياء الكندي تكتب: الوحدة قدر اليمنيين الطبيعي


تضعنا ذكرى تحقيق الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو امام تحدٍ كبير، فرض أمام الوحدة ونظامها الجمهوري، ان ما حدث من تهديد مس اليمن الواحد كان تهديدا مشتركا شمل الجنوب والشمال أيضا.
ان الإخفاق في إدارة الدولة الواحدة مسؤولية جماعيه تتحملها جميع الفرق السياسية بدون استثناء. لقد شكل فقدان جانب من سياسيي الجنوب ثقتهم بدولة الوحدة ونظامها الواحد قاعدة لاختلالات بنيوية لامست عمق الدولة وساهمت في إضعافها وباعدت من أي معالجات مشتركة تهدف القضاء على المشكلات، التي أوصلتهم نحو جدار مسدود من الموقف تجاه الوحدة، مما دفع العديد من فرقاء السياسة جنوبا وشمالا الخوض في منافسه معقدة من السياسيات التي لا تخدم دولة الوحدة.
فاذا كان الجنوبيون فقدوا ثقتهم في الدولة وطالبوا بالانفصال نتيجة لمظلوميات حقيقية تم تغذيتها خارجيا، فان مشكلات الشمال كانت اكثر تعقيدا ومن مجمل هذه التعقيدات وصلنا إلى حالة ثورية في 2011م ، ساهمت في اضعاف الدولة وتقاسم مؤسساتها وانشقاق قواتها الوطنية.
كل ذلك كان كفيلا بان نصل إلى هذه اللحظة من محاولات أسقاط الدولة وتغييبها وسيطرة المليشيات الحوثية على اغلب المناطق الشمالية، فاذا كان الجنوبيون قد خسروا بعض السلطات وبعض الامتيازات والحقوق والخدمات نتيجة اختلال سياسات الدولة في ظل الوحدة، فان ما خسره الشمال كان باهضا في ظل هذه السياسات اللا سؤولة التي مارسها النظام بمعية الأحزاب السياسية، تلك السياسات التي أوصلتنا إلى خطر سقوط الدولة بشكل كامل شمالا وجنوبا.
ان علينا كيمنيين ان نعيد تشكيل هويتنا الوطنية والسياسية وفق رؤى واحدة ومشتركة كي نتجاوز هذه التحديات المشتركة لنا جميعا والتي لا تميز أو تفصل بين شمال أو جنوب وان نرجع المشكلات والمسميات إلى أصلها دون ان نعلق على مشروع الوحدة بانه السبب فيما نحن عليه اليوم.
مشكلتنا الحقيقية ليست مع وحدة الأرض ولا الإنسان، مشكلتنا الحقيقية تكمن في زعمائنا وقادتنا، في أحزابنا وتنظيماتنا السياسية ومدى استجابتها وتعاونها مع القوى الخارجية لغرض تقسيم اليمن وهزيمة جمهوريته ووحدته وثورتيه الخالدتين سبتمبر وأكتوبر، أما اليمن كشعب وأرض فإن قدرها الطبيعي هو الوحدة.

عناوين ذات صلة:

عناوين ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى