[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
شخصيات وسير

رحيل أحمد جبريل.. آخر الكبار وصاحب الطلقة الأولى

اللواء حسين العجي العواضي يكتب حول: رحيل أحمد جبريل.. آخر الكبار وصاحب الطلقة الأولى


إنه الفقيد الكبير أمين عام الجبهة الشعبية القيادة العامة أحمد جبريل الذي عرفته عن قرب وربطتني به وقيادات الجبهة علاقة حميمية أثناء إقامتي في دمشق.

كان من أوائل من أسسوا المقاومة الفلسطينية مع الرئيس الراحل ياسر عرفات وجورج حبش وسعد حداد ونايف حواتمه وخليل الوزير.. وغيرهم.

كان من أكثر القيادات الفلسطينية بعد نكبة 1948م ايماناً بضرورة الكفاح الفلسطيني المسلح في مواجهة الاحتلال الصهيوني وعدم انتظار قدوم الجيوش العربية.

ومع أنه يُؤرخ بداية العمل العسكري عام 1965م عند تشكيل منظمة فتح، إلا أن الفقيد سبق هذا التاريخ بتدريب وتسليح مجاميع من الشباب الفلسطيني في سوريا. وبما أنه مهندس فقد احترف صناعة السلاح وبالذات القنابل والمفخخات ودشن العمل الفدائي الفلسطيني بنفسه عام 1956م من الجولان السوري.

كان قائدا قوي الشكيمة، نازل الصهاينة ودوخهم في كثير من الساحات وظلت أجهزة الصهاينة تعمل بكل جهد للنيل منه إلا أنها لم تظفر به حتى وفاته.

كانت تربطه بالرئيس الراحل حافظ الأسد علاقة وثيقة من ثمارها أنه عندما تم التضييق على مكاتب وقيادات حركة حماس في الأردن، اقنع الراحل حافظ الأسد باستقبال حركة حماس في دمشق بالرغم من اعتراض قيادات حزب البعث على ذلك باعتبار حركة حماس حركة إخوان مسلمين - لكنه كان رجل كبييير يرى الأمور والقضايا خارج الحسابات الصغيرة والايديولوجيات. وقد كان الصراع حادا وداميا بين الإخوان المسلمين وحزب البعث في سوريا، لكنه قال لحافظ الاسد سمعنا منك دائمًا أن المسافة بينك وبين أي دولة أو كيان هي موقفها من القضية الفلسطينية. فما بالك أن تكون حركة مقاومة فلسطينية؟
سمعت منه هذا في حضور قيادات من حركة حماس ومنهم القيادي الكبير خالد مشعل.

إن الفقيد بتاريخه ونضاله ضد الصهاينة أكبر من أن نختزله في أسطر، ولكن من يؤرخ للنضال الفلسطيني سوف يجد أبو جهاد منتصباً أمامه في كل المراحل والمفاصل للنضال الفلسطيني.

خالص التعازي والمواساة لأسرته الكريمة وفي مقدمتهم الأخ خالد أحمد جبريل وقيادات وقواعد الجبهه الشعبيه و شعب فلسطين وكل أبناء الأمة العربية.

اليوم نفقد هذا القائد الفلسطيني الكبير وكلنا ثقة أن من بعده رجال سوف يواصلون النضال من أجل تحرير فلسطين الغالية من دنس الاحتلال الصهيوني ومن خلفهم كل أحرار الأُمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم. ولن تكون فلسطين إلا جُزء من جغرافية الوطن العربي مهما وهنت الأمة العربية ومهما تجبر المحتلين الصهاينة.

والحمد لله رب العالمين
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

* محافظ محافظة الجوف السابق (اليمن)

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى