[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

المبعوث الأممي الجديد.. قبيلي من السويد

اللواء حسين العجي العواضي يكتب عن: المبعوث الأممي الجديد.. قبيلي من السويد


في أواخر يناير من هذا العام وأنا أتهيأ للسفر إلى تركيا لحضور مؤتمر عن القبيلة في اليمن ودورها في إحلال السلام وإيقاف الحرب، بترتيب من مركز صنعاء والاتحاد الأوروبي، قال لي الأستاذ فارع المسلمي سيحضر هذا اللقاء سفير الاتحاد الأوروبي إلى اليمن، هانس جراندبيرغ، وسوف أرتب بينك وبينه جلسة منفردة.

ستقابل دبلوماسي ذكيا ولقوطا (من مفردات فارع)، لا يحتاج الحديث معه كثير من العناء والجهد أو الخوض في البديهيات التي يخوضها الواحد عادة مع دبلوماسي غربي. هذا رجل يفهم اليمن والشأن اليمني جيدا بالرغم من صغر سنه.

حضر السفير كل اللقاءات، وكنت أتابع مشاركاته وأحاديثه الجانبية بانتباه شديد، وتبادلنا أفكارا مهمة أثناء تناول الوجبات والاستراحات طيلة أيام المؤتمر، أدركت بعدها دقة وصف فارع، خاصة بعد جلسة طويلة تجشم فارع عناء ترجمتها بسلاسة ومهارة.

كان لقاءً استثنائياً شفافاً صريحاً وعميقاً استمر لأكثر من ساعتين مع دبلوماسي أوروبي سويدي استثنائي، يجادلك كأنه خصمك، ويقدم لك الرأي والمخارج كأنه في صفك. تفاجأت بمدى معرفته عن اليمن وتاريخ اليمن، بل وفهمه للقبيلة اليمنية وإدراكه لأهمية دورها. وبما أن الفعالية كانت قبلية، كان يصف نفسه بابتسامة أنه قبيلي من السويد، ويسرد لك عن قبيلته التي لا يزال يعرفها ولكنه لا يتعصب لها حسب تعبيره.

يدرك السيد غراندبيرغ (أو هانس كما يصر أن يقول في أحاديثنا) المشكلة اليمنية، ويعرف كل الأطراف اليمنية ولديه علاقات مع الجميع، وهذا أمر جيد.

خرجت من هذا اللقاء باعتقاد أن هذا السفير الشاب المحنك الذي يصف نفسه "قبيلي من السويد"، سوف يلعب دوراً مهماً في المسألة اليمنية، وهو استنتاج نقلته حينها لعدد من صناع القرار في الشرعية.

علمت بقرار تعيينه كمبعوث أممي لليمن واستبشرت خيراُ خاصة بعد أن عرفت عن صداقته مع المبعوث الأمريكي ما يجعلهم ثنائيا متناغما قد يحدث فارقا في حلحلة الوضع في اليمن.. إلا أن الأزمة في اليمن مركبة ولا يكفي لها حنكة وخبرة ودراية المبعوث الأممي، أو المبعوث الأمريكي، خاصة وأن الطرف الانقلابي يرفض كل مبادرات السلام.

لذلك يظل التعويل الحقيقي هو علينا كيمنيين أن نكون صادقين ومخلصين نحو السلام في بلادنا، وهو أمر لا يتحقق إلا بالتوازنات الوطنية ومعركة مأرب والبيضاء اليوم، وتنفيذ اتفاق الرياض واستيعاب كل الأطراف في هذا الاتفاق، وخلق توازن في إطار الشرعية، ينتج عنه توازن وشراكة على المستوى الوطني اليمني في مواجهة المليشيات الانقلابية وانتصار منطق الدولة والجمهورية.

ذلك هو السبيل إلى تحقيق السلام في اليمن، ونجاح المبعوث الاممي الجديد.

أتمنى للصديق هانس التوفيق، وأدعو الله أن ينجح في مهمته وأن يكون بالفعل آخر مبعوث أممي إلى اليمن.

- محافظ الجوف السابق

عناوين ذات صلة:

الوسوم
زر الذهاب إلى الأعلى