[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

أطلقوا مكتبة العمراني

أنيس ياسين يكتب: أطلقوا مكتبة العمراني


مرض ذات مرة، فزاره صالح الصماد وحسن زيد.. ظنوه على فراش الموت، لعلهما أرادا من وراء الزيارة أن يجربا حظهما ويخرجا منه ولو بكلمة يستثمرونها لشرعنة احتلالهم البلاد، فسألهما عن مكتبته وطالبهم بإعادتها، فرد حسن زيد: أنت يا قاضي ما عاد تحتاجها وقدك تدرّس الطلبة وأمورك طيبة..

قال القاضي رحمة الله عليه: وانتم ما ما تشتوا منها؟
حسن: أنت يا قاضي نعرف أنك عاقل ومتزن ونثق بعقلك وحكمتك لكن ما نقدر نضمن طلابك واللي بيجوا من بعدك.. لذلك قررنا نأخذ المكتبة ونحتفظ بها عندنا وبعد أن تموت سنحرقها.

علق القاضي رحمة الله عليه ضاحكاّ وكانت حالته الصحية متدهورة حينها:
وما يضمن لكم انكم تعيشوا لو ما اموت، مش يمكن تسبقوني أنتم؟ الله وحده العالم وبيده الأعمار.

الخبرة أخذوا كلامه بشيء من الخفة وقد هرعوا سراعا لزيارته قبل أن تصعد روحه..

قتل الصماد ولحق به حسن غير مأسوف عليهما وكلاهما غدرهما سيدهما الغلام.

وها قد انتقل القاضي العمراني إلى جوار ربه وخرجت اليمن بكاملها تشيعه إلى مثواه الأخير.. وما كان لهذا الخروج المهيب أن يحدث لولا أنه كان بالنسبة لليمنيين فرصة ليعرف الكهنوت حجمه ووزنه، لقد كانت رسالة قوية ومرعبة للسلالة لتعرف أنها لا وزن لها وأن قيمتها صفر عند الناس.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى