[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

ديوان "شظايا" للشاعر بن معوضة محمد

ديوان "شظايا"، للشاعر بن معوضة محمد - تقديم بقلم: غائب حواس


هذه ليست مقدمة.. فمثلُ هذا الشعر ومثل هذا الشاعر أغنى ما يكون عن أن يقدمّه أحد.

ولا هي كذلك من قبيل ما يمليه الود لرفيقٍ نبيلٍ أصيل فقد عرفت ابن معوضة الشاعر قبل أن أعرفه أخاً ورفيقاً عزيزا.

هناك شعراء أو أدباء تدفع بهم أحداثٌ بعينها إلى الأضواء، وهؤلاء ليس بالضرورة أن مستواهم الفني بحجم مساحة الانتشار الذي أفسحته لهم الأحداث. ومثلهم شعراء وكُتّاب وعلماء منتمون لأحزابٍ أو جماعات هي التي تصنع منهم طنيناً مستمراً تصبّه جماعة الشاعر أو حزبه على الجمهور بطريقة الإعلانات التجارية..

على الإطلاق.. ابن معوضة ليس واحداً من هؤلاء ولا أولئك، فاستنكافه من التبعيّة وأن يكون مجرّد رقمٍ مكرّر.. كل ذلك كان كفيلاً بجعله غير قابل للتعليب الحزبي وتصدير إنتاجه تحت علامةٍ حزبيّةٍ مسجلة - حتى وإن كان لتلك العلامة كثرةٌ كاثرة من جمهور المستهلكين.

في شعر ابن معوضة لن تجد الشعر فقط، أو أنك لن تجده في كثير من نصوصه، بقدر ما ستجد نفسك أمام جلسات تثقيف بين يدي معلمٍ قدير له مخزونه الثري من الثقافة والمفردات، بارعٍ في استخدام آليات الترميز والإشارات والإحالات والتصوير والتحوير والنحت. بل إن التكثيف الرمزي والتصويري في شعر معوضة يزيد غالباً عن حاجة السياق حتى لَيُخيّلُ إليّ أنه يُثقل ظهر النص عن حمل المعنى وتحميله، وهذه على الدوام ظلت إحدى إشكالات الفن المجهري الذي يبالغ في تجسيم تفاصيل الصورة حتى تنطمس معالمها الكلية في سبيل تظهير جزئياتها وتفاصيلها الدقيقة.

ابن معوضة وشعره موقف نضال، ومن هنا فهو من قلة قليلة من شعرائنا الشباب نعتبرهم بحق ذخيرتنا للوطن ندفع بهم في نحور "مافيات" الظلام والدجل والكهنوت، كما لا نستغني عنهم وهم يقفون مُصلَتين كالسيوف حراساً على بوابات ذاكرة يمننا الجمهوري.

لهم المجد، ولكل يمانيٍّ عريق معتز بجمهوريته وعروبته وإسلامه.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى